responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محمد المصطفى(ص) قدوة و اسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60

والمرأة إن كان لها ولد كنَّاها به، وإن لم يكن لها ابتدأ بكنية لها جديدة. حتى الصبيان فإنه كان يكنيهم. وكان أبعد الناس غضباً على أحد، وأسرعهم رضاً، وأرقهم لهم قلباً، وخيرهم لهم نفعاً.

وكان إذا جلس مجلساً قال:

«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ. أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوْبُ إِلَيْكَ» [1].

وكان إذا جلس بين أصحابه لا يُعرف أيهم محمد صلى الله عليه واله لاختلاطه بهم. فلما كثر الوافدون الذين كانوا يسألون عنه أمام عينيه قائلين: أيُّكم محمد!. صنع له دكة من طين. وكان يقول:

إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ!.

أما صلته بربه فلقد كان نبيَّ الإسلام، أخشى الناس لربه، وأتقاهم له، وأعلمهم به، وأقواهم في طاعته، وأصبرهم على عبادته، وأكثرهم حبًّا له، وأزهدهم فيما سواه. فكان يصلِّي حتى انشقت بطن قدَميه من كثرة الصلاة. فإذا وقف إلى الصلاة انهمرت دموعه، وارتجت البقعة بنشيجه وضراعته. وكان يصوم حتى يقال: إنه لا يفطر، ويفطر حتى يقال: إنه لا يصوم. وكان نظيف الجسم، طاهر الثياب، يرجّل جمته، ويسرّح لحيتَه، ويستاك، ويعطِّر جسده، حتى كان يشم منه الرائحة الطيبة من بُعد، ويعرف الشخص الذي يصاحبه أو يجالسه أنه قد التقى به بما يسري منه إليه من العطر. ويطعم الجائع، ويكسو العاري، ويُركب الراجل، ويُعين ذا الحاجة فيها، ويقضي دين المَدين.

وكان أشجع الناس، حتى قال الإمام علي عليه السلام:

«لَقَدْ رَأَيْتُنِي يَوْمَ بَدْرٍ وَنَحْنُ نَلُوذُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه واله وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُو، وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ


[1] مستدرك الوسائل، ج 15، ص 428.

اسم الکتاب : محمد المصطفى(ص) قدوة و اسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست