responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 96

داخل نطاقها- المعرفة البشرية كلها.

وتذهب الديالكتيكية في المعرفة بعيدًا لتجعل الحقيقة مزيجا دائمًا من الصحيح والباطل ومن السلب والإيجاب. فلو عرفنا- مثلًا- وجود ظاهرة حسب الرأي الشكلي، قلنا: إنها موجودة. ولكن الديالكتيك لا تقول أبدًا: إن هذا الشيء موجود وكفى. بل تقول: إنه موجود في لحظة. فلنستمع إلى مثال كيدروف: هل الدائرة المربعة موجودة؟ في المنطق الشكلي يقف الإنسان عند حد إجابات بسيطة جدًّا (نعم) أو (لا)؛ أي عند حد تمييز نهائي بين الحقيقة والخطأ لهذا السبب تواجه الحقيقة باعتبارها شيئًا معطى ساكنًا ثابتًا نهائيًّا ومتعارضًا تعارضًا مطلقًا مع الخطأ ولكن المادية الديالكتيكية تقول: نعم ولا في لحظة ...

خلاصة النظرية:

أنها تدور في ثلاث نقاط:

1- أن الحقيقة ذاتها تتطور.

2- أن الحقيقة دائمًا مشوبة بالباطل.

3- أن تنامي الحقيقة إنما هو خاضع لوجود التناقض الداخلي فيها.

مفارقات في النظرية النسبية:

ولكي نتعرف على واقع هذه النظرية يجب أن نمهد لها بعدة نقاط:

1- في أكثر الأوقات تتجه النفس البشرية إلى جانب واحد فقط من الأشياء وتعتقد أنه يمثل كل الجوانب.

وهذا الاعتقاد ينشأ من استكبار النفس عن الحقيقة وتجبّرها عليها، حيث تدَّعي علم كل شيء. وعلى الإنسان أن يكتشف في ذاته هذه الصفة الناقصة ويحاول إزالتها بالإيحاء الدائم إليها: أنها لم تبلغ من العلم إلَّا شيئًا قليلًا. ويوجِّه الإسلام الإنسان إلى هذه الناحية ويقول: وَما أُوتيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلّا قَليلًا [1].

وقد يفترض الإنسان أن هذا الجانب الذي يشاهده لا يمثل الحقيقة كلها. ولو كان واثقًا من أنها الحقيقة وثوقًا، قد يفترض ذلك لكي يكشف السلبيات الذاتية التي تمتزج مع


[1] سورة الإسراء، آية: 85.

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست