responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 95

فيقول: إن الفكرة لا تستطيع أن تكون- وهي في مستوى الإحساس- نافعة بيولوجيًّا في حفظ الحياة، إلَّا إذا كانت تعكس الواقع الموضوعي. فإذا كان صحيحًا: أن الإحساس ليس إلَّا رمزًا دون أيما شبه بالشيء، وإذا كان يمكن- بالتالي- تطابق أشياء عديدة متغايرة أو أشياء وهمية ومثلها تمامًا أشياء واقعية؛ عندئذ يكون التعوّد البيولوجي على البيئة مستحيلًا؛ إذ افترضنا أن الحواس لا تتيح لنا تعيين اتجاهنا بيقين وسط الأشياء.

ولكن هذا الدليل هو الآخر يسقط منهارًا أمام تساؤلات المثالية والنسبية الفيزيولوجية والفردية أو .. أو .. التي تقول: أفليس من الممكن أن يكون الرمز كافيًا لتحديد اتجاه البشر في وسط الأشياء، ثم لا يكون كاشفًا عما وراءه من حقيقة موضوعية. أفليس النبات أيضًا يُكيِّف ذاته وسط الحياة بالرموز ولكنه لا يعلم شيئًا؟، أوليست الطبيعة كلها تجري وفق رموز متبادلة؟، بل أليست الماكنة الحديثة تسير وفق رموز ولكنها لا تعي الحقيقة؟.

من هنا نعلم أن المادية الديالكتيكية عاجزة عن إثبات أية قيمة ثابتة للمعرفة. والواقع أن أية نظرية تنحرف عن منهج الحق، وتبتغي السبل الملتوية، لا يقدر لها النجاح.

2- الجانب السلبي:

تعتقد الديالكتيكية بالنسبية التطورية التي تعني أن الفكر الإنساني لا يستطيع إلَّا معرفة بعض الحقائق، ولكن لا بمعنى أن الحقيقة التي تحس وتدرك لا تمثل الواقع وتمثل الذات الشاعرة كما زعمتها النسبية الذاتية والنسبية الفردية؛ لا بهذا المعنى، بل بمعنى أن المعرفة ذاتها تنمو وتتكامل كأي شيء مادي آخر في الكون. ومن هنا يقول لينين: نستطيع بانطلاقنا من المذهب النسبي البحت تبرير كل نوع من أنواع السفسطة.

ويقول كيدروف: لكن قد توجد ثمة نزعة ذاتية ليس فقط حينما نعمل على أساس المنطق الشكلي بمقولاته الساكنة الجامدة، وإنما أيضًا حينما نعمل بواسطة مقولاته المرنة والمتحركة. ففي الحالة الأولى نصل إلى الغيبية، وفي الثانية نصل إلى المذهب النسبي والسفسطائية والانتقائية.

ويقول كيدروف أيضًا: أما المنطق الديالكتيكي فهو لا يواجه هذا الحكم بأنه شيء مكتمل، بل بوصفه تعبيرًا عن فكرة قادرة على أن تنمو وتتحرك. ومهما كانت بساطة حكم ما ومهما بدا عاديًّا هذا الحكم، فهو يحتوي على بذور أو عناصر ديالكتيكية تتحرك وتنمو

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست