responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88

ويقول: إن معارفنا عن الطبيعيات مزيجة من الذاتية والموضوعية وهي لذلك لا تمثل إلَّا بعض الحقيقة. ومعارفنا عن الرياضيات ذاتية بحتة ورغم اننا نعتقد بها لأنها جزء من تركيب أذهاننا فإنها لا تعكس حقيقة وراءها ... وأما معارفنا عن الغيب (ميتافيزيقيا) فإنها لا ذاتية ولا موضوعية.

نقد النسبية الذاتية:

1- لكي نكون واقعيين ينبغي أن نتساءل ما هي الوسيلة التي عرف بها كانت أن الزمان والمكان عرضان ذاتيان؟ أهي المعرفة أم هي الجهالة؟.

إنَّ (كانت) لا يتردد عن القول بأنه اكتشف بصورة جازمة طبيعة الزمان والمكان [1]. وهذا يعني أنه عالم بحقيقة الزمان والمكان، وهو يعني بدوره أن ل- (كانت) كإنسان نورًا كاشفًا يستطيع أن يُسلِّطه على نفسه ويكشف فيها حقيقة الزمان والمكان. ونحن إذ عرفنا هذه الحقيقة وهي: وجود نور في النفس يكشف الحقائق ورأينا أنفسنا نملك أشد القناعات بنتائج هذا النور نعلم أن البشر قادر على كشف الأشياء، ومقدار ما يكتشف منها يكون واضحًا أمامه وذا قيمة تامة لديه.

وهذا ذات ما استهدفناه بالمذهب العقلي، وهو ينطوي على رد النسبية الذاتية. إذ إن الذات (ونعني به هنا ما بالنفس من عوارض الجهل والهوى) خاضع لنور العقل الموجود فيه ومنكشف به. إذًا فهو يفتضح لدى إدخال جهالات باطلة ضمن المعلومات الصحيحة.

2- والزمان والمكان منكشفان بالعلم، ذلك أن التعاقب بين حدثين (وهو مفهوم الزمان عند كانت)، أو بين شيئين (وهو مفهوم المكان عند كانت)، إن هذا التعاقب لا يمكن الإحساس به، فكيف اعتقدنا به؟ يقول (كانت) لأنه يستحيل العلم بشيء لا زمان له. وهذا خطأ، فالمستحيل- مثلًا- نعلم به بعيدًا عن قالبي الزمان والمكان وكذلك الخير والشر والقبح والحسن والفضيلة والرذيلة.

ومن هنا نعلم أن موضوعات المعارف الغيبية (ميتافيزيقيا) معلومات لا ريب فيها بالرغم من أنها لا تخضع لظرفي الزمان والمكان؛ لأنها:


[1] لاحظ: موسوعة الفلسفة، ج، ص.

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست