اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 269
شبهات وردود:
أما الشبهات التي أثيرت حول إمكانية البعث فهي على النحو التالي:
1- إمكانية البعث:
وهذه الشبهة هي من أكبر الشبهات تفاعلًا في ضمير المنكرين مع سائر العوامل؛ ولذلك فقد خصص الأنبياء (عليهم السلام) كثيرًا من الأدلة لدحض هذه الشبهة وتسفيه القائل بها. وأساس هذه الشبهة هو كيف يُحيي الله الموتى بعد أن تحوَّلوا إلى العناصر الأولى، وتبدلوا إلى أجزاء في الأرض والهواء والماء، وكما نقل عنهم الله سبحانه في الكتاب وأوضح الشبهة بلسان عربي مبين حيث قال: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَميمٌ[1]. ولكن أصل الشبهة نشأ من عدم الإيمان بالله وبقدرته، وإلَّا فأي عقل لا يهتدي إلى قدرة الله الواسعة؟ إن الذي قدر على خلق الكون وإخراجه من ظلمات العدم إلى نور الوجود قادر على أن يُعيده مرة أخرى؛ وهل الإعادة أصعب أم الإبداع؟
بهذه الكلمة الفاصلة مزَّق القرآن الشبهة القائمة على عدم إمكانية البعث. والواقع أن العقل حينما هدانا إلى أن الله قادر على كل شيء، وأنه لا حدود لقدراته الواسعة، فمن السفه أن نُفكِّر بعد ذلك أنه كيف يُعيد الخلق مرة أخرى.
وفي الحوار الذي كان بين الإمام الصادق (ع) ومنكرٍ للمعاد توضيح وشرح لهذه الحقيقة: