responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 96

ولولا أنّ الله تعالى هو الذي ذكرّنا بنفسه، وهو الذي هدانا إليه، لما كان بمقدور أحد التعرف الى ربّه، ولكان العمى والجهل مطبقين على الجميع، بما للكلمة من معنى.

ومن هنا؛ كانت الآيات القرآنية وأحاديث النبي وأهل بيته عليه وعليهم السلام المباركة وأدعيتهم المأثورة كلها تنطق نطقاً نورانياً للتدليل على هذا المعنى الجليل؛ ومن جملة ذلك ما جاء في مناجاة أمير المؤمنين عليه السلام والأئمة من ولده عليهم السلام في شهر شعبان، حيث نقرأ فيها هذه الفقرة المباركة:

(إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، و أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك ...) [1]

فالقلوب مظلمة بطبيعتها، ولن تشرق أو تهتدي الى شيء من الأشياء ما لم يشرق عليها نور الله وهدايته ورحمته.

ولعل مشكلة الإنسان الكبرى هي أنّه يتصور لخالقه شكلًا وصورة وقدرة تتوافق وما يمليه عليه خياله القاصر. في حين أننا إذا تيقّنا من عجز وسائل العلم- مهما تطورت- عن إدراك ماهيّة الخالق، فإن من الأولى بنا التسليم بعجز الوهم والخيال عن تصوّر حقيقة الخالق، وذلك لأن للإنسان حدود لا يمكنه خرقها، ولأنّ ثمة فاصلة منطقية تفصل بين المخلوق وخالقه؛ الفاصلة التي وضعها الله في طبيعة تكوين الإنسان، ولولا هذه الفاصلة لكان الوجود عبثاً.

وعلى هذا الأساس؛ كان أعظم الأذكار ومحورها التسبيح، لأنّ التسبيح تنزيه وتقديس لله عن أن يكون له شبيه أو ندّ أو نظير. فالخالق الشبيه بالمخلوق نحن في غنى عنه؛ ولأنّ المخلوق كائن ضعيف، فهو بحاجة الى خالق قوي؛ ولأن المخلوق


[1] - إقبال الأعمال، السيد ابن طاووس، ج 3، ص 299.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست