responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 93

قال:

ويقول أهل النار: اللهم أدخل الموت علينا.

قال:

ثم يذبح كما تذبح الشاة.

قال:

ثم ينادي مناد: لا موت أبداً، أيقنوا بالخلود. [1]

وتبعاً لهذا، لابد أن نعرف إن الله سبحانه لم يخلق الموت والحياة عبثاً، وإنما خلقهما ليمتحن الناس، أيهم أحسن عملًا.

وهذه هي النقطة الحساسة والأساسية في سر وجود الخليقة؛ بمعنى إن البارئ عزّ وجلّ قد وفر العوامل لصياغة الإنسان وتحضيره على الصورة التي يختارها الانسان ذاته، وقضية الإمتحان التاريخي وشهوده على الانسان قضية تختلف اختلافاً كلياً عن بقية القضايا التي تحيط به منذ خلقته وحتى اصدار الحكم النهائي عليه يوم القيامة. فاذا كانت الشمس- مثلًا- أمر وجودي نهاراً للانسان وعدمي بالنسبة إليه ليلًا، وإذا كان القمر بدراً في منتصف برجه وعرجوناً قديماً في محاقه، وإذا كانت بعض الصور موجودة والأخرى مفقودة، وفي بعض الأحيان تقبل وفي أخرى تدبر، إلّا أن هناك شيئاً ثابتاً لا يفارقنا أبداً، وهو معنا أينما نولي وجوهنا، إنه الإمتحان الإلهي الذي يتوجب علينا تجاوزه بنجاح؛ فهو إمتحان في العقيدة بالله تعالى، وهو إمتحان في التعامل مع النفس ذاتها، وهو إمتحان في العلاقة مع الناس.. فالانسان لا يخرج- مادام مستمراً في هذه الحياة- عن إطار الامتحان، سواء أغمض عينيه أو فتحهما.

فكما أن هناك الملائكة و العوامل الأخرى الموكلة بحفظ الإنسان دون الوقوع في مطبات ومهاوي المعصية والذنوب، فان هناك الشيطان و وساوسه وبقية العوامل الموجودة في الحياة التي تدفع بالمرء نحو السقوط وتحثه على ترك الفضيلة و التثاقل عنها الى الأرض. فاذا دعا العقل ودعت الملائكة الانسان الى أداء واجباته الشرعية


[1] - كتاب الزهد، الحسين بن سعيد الكوفي- ص 100- 101.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست