responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85

يتعمق في تفاصيلها إلّا من عرف ربه، أما جاهلو هذه الحقيقة فتراهم يزعمون بأن بضعة الدراهم أو الدنانير أو المناصب التي حصلوا عليها من هنا وهناك ستبقى لهم أو سيبقون لها، ويغفلون عن أن المكاسب إما أن تذهب منهم أو هم يذهبون عنها، وأنها ستبقى في الخزائن أو يتقاسموها الورثة.

سبيل معرفة الأخلاق

ومعرفة الله سبحانه وتعالى تعتبر السبيل الأمثل في إطار معرفة الأخلاق والآداب، إذ أن عناوين كل المثل العليا والأخلاق الفاضلة إنما هي أسماء الله سبحانه، وها هو دعاء الجوشن الكبير الذي يحتوي ألف اسم من أسماء الله يجسد اليافطة العظمى للصفات الأخلاقية والآداب العالية التي تختزلها تلكم الأسماء؛ الدعاء الذي يوجه قارئه- بمختلف الأساليب- الى الالتزام بالأدب الرفيع، لذلك جاء في الحديث الشريف:" تخلقوا بأخلاق الله" [1].

فالإنسان- على سبيل المثال- إذا عرف أن ربه قوي وعزيز وكريم، فمعرفته هذه ستدفعه بشكل من الأشكال الى تنمية إرادته وعزيمته، فيفيض من هذه الإرادة والعزيمة على بني جنسه. في حين أن من يجهل هذه الحقيقة سينتهي به المطاف لئن يكون ريشة تتقاذفها الرياح العاتية، أو سيصبح كمن يلقى من شاهق فتخطفه الطير، أو تلقي به الريح في واد سحيق.

والتاريخ البشري بشكل عام، والإسلامي منه خاصة خير ما يمكن أن نتخذه دليلًا مبيناً على ما نذهب إليه.


[1] - بحار الانوار، محمد باقر المجلسي، ج 58، ص 129.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست