responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 74

فحينما نقول: محمد رسول الله؛ يعني أننا نؤمن بأن عيسى بن مريم رسول الله، وأن موسى بن عمران رسول من عند الله، وأن إبراهيم رسول من عند الله، لا نفرق بين أحد من رسله.

وهكذا الأمر بالنسبة الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فبعض الناس يتحدث عنه؛ ذلك البطل العظيم الذي طالما كشف الكرب عن وجه رسول الله صلى الله عليه واله حتى نادى جبرئيل عليه السلام بين السماء والأرض:

(لا فتى إلّا علي، لا سيف إلا ذوالفقار)

كان يحصد رقاب الكفار بسيفه حصداً، وخلال إحدى المعارك طلب أحدهم منه سيفه، فلم يمتنع عن إعطائه إياه، فقيل له: يا أبا الحسن كيف تعطيه سيفك؟ فقال عليه السلام:

(إني لأستحي من الرجل يطلب مني شيئاً ثم أرده). فبطولته بطولة، وكرمه كرم، وإحساسه إحساس.

فمرة نعتقد به، ذلك البطل الرمز، والقدرة الحسنة في الإباء والشهامة والعطاء .. وهذا كله صحيح، ولكنه انعكاس مباشر لما أثارته البطولة والرمزية من أحاسيس وعواطف.

ومرة نعتقد به، ذلك الزاهد العابد الذي كان يصلي في كل ليلة ألف ركعة، وهو الذي كان يناجي ربه في حديقة بني النجار ثم يقع مغشياً عليه من شدة العبادة وخشية ربه ..

ومرة نعتقد به، ذلك الكافل للأيتام والحاني عليهم، الذي إذا رأى يتيماً انهالت دموعه.

وهذا الاعتقاد بجملته اعتقاداً صحيحاً، ولكنه نابع من الاحساس والعاطفة.

والاعتقاد الصحيح بعلي بن أبي طالب عليه السلام هو معرفته كامتداد مباشر لرسول اللهصلى الله عليه واله، حيث عرفنا رسول الله، رسولًا من عند الله سبحانه وتعالى.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست