responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 67

لا أنساب بينهم

في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام، قال طاووس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء الى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحداً رمق الى السماء بطرفه وقال:

" إلهي غارت نجوم سماواتك، وهجعت عيون أنامك، وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه محمد صلى الله عليه واله في عرصات القيامة".

ثم بكى وقال:

" وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولكن سوّلت لي نفسي وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليَّ، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني؟ وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني؟ فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا. أَمَعَ المخفين أجوز، أم مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب، أما آن لي أن أستحي من ربي

". ثم بكى وأنشأ يقول:

أتحرقني بالنار يا غاية المنى


فأين رجائي ثم أين محبتي



أتيت بأعمال قباح ردية


وما في الورى خلق جنى كجنايتي


ثم بكى وقال:

" سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد الى خلقك بحسن الصنيع كأن لك الحاجة إليهم، وأنت يا سيدي الغني عنهم".

ثم خرّ الى الأرض ساجداً قال: فدنوت منه وشلت رأسه فوضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خده، فاستوى جالساً وقال:

" من الذي أشغلني عن ذكر ربي؟"

فقلت له: أنا طاووس يا ابن رسول الله، ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون؟ أبوك الحسين بن علي وأمّك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله!

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست