responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61

آية للناس

روي عن أبي عبد الله الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام في خبر طويل يذكر فيه قصّة بخت نصر أنّه لمّا قتل ما قتل من بني إسرائيل خرج إرميا على حمار ومعه تين قد تزوّده وشيء من عصير، فنظر إلى سباع البرّ وسباع البحر وسباع الجوّ تأكل تلك الجيف، ففكر في نفسه ساعة ثم قال:

أنّى يحيي الله هؤلاء وقد أكلتهم السباع؟ فأماته الله مكانه وهو قول الله تبارك وتعالى: أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ.

أي أحياه، فلمّا رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصر ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا، وكان عزير لمّا سلّط الله بخت نصر على بني إسرائيل هرب ودخل في عين وغاب فيها وبقي إرميا ميّتاً مائة سنة ثمَّ أحياه الله، فأوّل ما أحيا منه عينيه في مثل غرقئ البيض فنظر، فأوحى الله تعالى إليه: كَمْ لَبِثْتَ قال: لَبِثْتُ يَوْماً، ثم نظر إلى الشمس قد ارتفعت فقال أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ، فقال الله تبارك وتعالى: بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ، أي لم يتغيّر وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً، فجعل ينظر إلى العظام البالية المنفطرة تجتمع إليه، وإلى اللّحم الذي قد أكلته السباع يتألّف الى العظام من ههنا وههنا ويلتزق بها حتّى قام وقام حماره فقال: أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. [1]


[1] - بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 7، ص 34.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 61
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست