responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35

لنعظّم الأنبياء جميعاً

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:

" إن الله عزّ وجل مكّن أنبياءه من خزائن لطفه وكرمه ورحمته، وعلّمهم من مخزون علمه، وأفردهم من جميع الخلائق لنفسه، فلا يشبه أخلاقهم وأحوالهم أحد من الخلائق أجمعين، إذ جعلهم وسائل سائر الخلق إليه، وجعل حبّهم وطاعتهم سبب رضاه، و خلافهم وإنكارهم سبب سخطه، وأمر كلّ قوم باتّباع ملّة رسولهم، ثمّ أبى أن يقبل طاعة أحد إلّا بطاعتهم ومعرفة حقّهم وحرمتهم ووقارهم وتعظيمهم وجاههم عند الله؛ فَعَظِّمْ جميع أنبياء الله ولا تنزلهم بمنزلة أحد من دونهم، ولا تتصرّف بعقلك في مقاماتهم وأحوالهم وأخلاقهم إلّا ببيان محكم من عند الله وإجماع أهل البصائر بدلائل تتحقّق بها فضائلهم ومراتبهم، وأنّى بالوصول الى حقيقة ما لهم عند الله؟ وإن قابلت أقوالهم وأفعالهم بمن دونهم من الناس أجمعين فقد أسأت صحبتهم، وأنكرت معرفتهم، وجهلت خصوصيّتهم بالله، وسقطت عن درجة حقيقة الإيمان والمعرفة. فإيّاك ثمّ إيّاك". [1]

خاتم الأنبياء

قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام:

" فاستودعهم (أي الأنبياء) في أفضل مستودع، وأقرَّهم في خير مستقر، تناسختهم [2] كرائم الأصلاب الى مطهرات الأرحام؛ كلّما مضى منهم سلفٌ قام منهم بدين الله خلف.

حتى أفضت كرامة الله سبحانه وتعالى الى محمد صلى الله عليه واله؛ فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً، وأعزّ الأرومات مغرساً؛ من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتجب منها أمناءه. عترته خير العِتر، وأسرته خيرُ الأسر، وشجرته خير الشجر؛ نبتت في حرمٍ، وبسقت في كرمٍ؛ لها فروع طوالٌ، وثمرٌ لا يُنال. فهو إمام من اتّقى، وبصيرة من اهتدى، سِراج لمعَ


[1] - بحار الأنوار، محمد باقر المجلسي، ج 11، ص 37.

[2] - تناسختهم: تناقلتهم.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست