responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224

صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهي الآن تتجلّى في ولاية الإمام الحجة بن الحسن عجل الله فرجه.

وقد يسأل سائل عن السبب في تخويل الأنبياء والأئمة هذه الولاية؟ اوَ ليست ولاية الله شاملة ومحيطة بالناس؟

ويتكرس الجواب في حقيقة مشيئة الله عزّ وجلّ في أن تكون للدنيا قوانين، وأن تسير هذه القوانين وفق الصورة الطبيعية والمنطقية، ولو لم يكن الأمر كذلك لاضطررنا الى رفع أصابع الاتهام، أو على الأقل الى مناقشة معظم الحقائق والقوانين والمسلمّات الكونية.

فمثلًا: إذا كان الله هو نور السماوات والأرض، فما الحاجة الى خلق الشمس وضيائها إذاً؟

و إذا كان الله هو الجمال بعينه، فما الداعي الى تصوير الخلائق على هيئة جميلة؟

وإذا كان الله هو مصدر الرحمة، بل هو الرحمة بعينها، فلماذا كان نزول رحمته على مخلوقاته عبر وسائل محددّة كالرياح والغيوم والأمطار؟

اوَ ليس بمقدور الله سبحانه الاستغناء عن هذه الوسائل والتعامل مع مخلوقاته بشكل مباشر؟!

بلى، إنّ ذلك من مقدوراته التي لا تحدها الحدود ولا تعرف كنهها العقول ... ولكنّ حكمة الله اقتضت أن نتقرب ونتخذ إليه الوسيلة، كما قال ربنا عزّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) (المائدة، 35).

وما اروع أهل البيت عليهم السلام من وسائل الى الله تعالى، إذ فيهم تتجلى وسائل الله، وعبرهم تتنزّل الرحمات والأرزاق، ولهم فوّض الله أمور الناس، تماماً كما أراد أن يثبت للملائكة مصداقية أبينا آدم عليه السلام لخلافته في الأرض، فعلّمه الأسماء؛ أسماء أهل البيت عليهم السلام.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست