responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 221

وهكذا الأمر بالنسبة للعلماء والباحثين، ومنهم علماء الفيزياء والكيمياء والطبيعة، فهم حينما يصلون الى القمة، فانّهم يعرفون بأن هناك عوامل وقوانين يعجزون مطلق العجز عن التحكم بها.

وكثيراً ما يقع للإنسان أنّه يعزم على القيام بعمل ما ولكنه يواجه بما يحول بينه وبين ذلك. وهذه الحقيقة ليست فقط تدلل على دور الغيب في حياة الإنسان، بل هي تمثل دليلًا مهمّاً على وجود الله عزّ وجلّ، وأنّه هو المسيطر على شؤون مخلوقاته. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام:

(عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم، وحل العقود، ونقض الهمم) [1]

. إذن؛ فالغيب يحيط بعالم الشهود، شئنا أم أبينا، عرفنا ذلك أم لم نعرف.

إنّ من الأخطاء البشرية الفادحة والقاتلة اعتقادهم بأنّ الله جل جلاله قد خلق الخلق ثم فوضّ شأنهم إليهم، أو أنّه قضى على نفسه بعدم التدّخل في شؤونهم. فقد قالت اليهود يد الله مغلولة؛ أي أنّه قد فرغ من الأمر منذ أن خلق أول مخلوق، وإن استدامة الحياة تتواصل بالتزاوج والتلاقح، نافين عنه سبحانه الإرادة والبداء، ومفوضين الى أنفسهم مطلق القرار والحركة. وعليه فإن اليهود يؤكدون في توراتهم المختلقة والمكتوبة بأيديهم بأن الله بدأ الخلق يوم الأحد، ثم نظمه يوم الاثنين، ثم قسم الأرزاق يوم الثلاثاء، وهكذا حتى وصل الى يوم الجمعة فأنهى كل شيء، ويوم السبت بدأ باستراحته الطويلة!!!

إنّ مثل هذه الأفكار الجاهلية الكافرة هي التي أنزلت لعنات الله والناس على اليهود، وهي التي أدّت بهم الى التشرذم في الآفاق، وهي التي كرست فيهم الحقد


[1] - نهج البلاغة، الشريف الرضي، حكمة رقم 250.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست