إنّ الانسان من الممكن أن يولد ولادة جديدة شريطة أن يتمكن من التوبة، وأن يعاهد نفسه عليها، وأن تكون توبة صادقة تنعكس على مسيرته المستقبلية بعد أن يزيل عن نفسه ركام الخرافات، ومخلفات الماضي، والافكار المنحرفة، والسلوك السلبي الذي كان ينتهجه في السابق، ثم يبدأ من تلك اللحظة التي قطع العهد فيها على نفسه بالتوبة فيحيى حياة جديدة؛ وعندئذ يكون بامكان هذا الوليد الجديد المتمّرد على الماضي، والثائر على شيطان الهوى والشهوات أن يبدأ المسيرة الصالحة من جديد بعد أن يرسخ ثقته بالله العزيز، ويتوكلّ عليه. وهذا ما يؤكده الحديث الشريف الذي يخاطب فيه النبي صلى الله عليه واله الإمام علياً عليه السلام قائلًا:
(يا علي، شيعتك هم الفائزون يوم القيامة، فمن أهان واحداً منهم فقد أهانك، ومن أهانك فقد أهانني، ومن أهانني أدخله الله نار جهنّم خالداً فيها وبئس المصير). [1]
وعن أبي جعفر عليه السلام قال:
بينا رسول الله صلى الله عليه واله في نفر من أصحابه، فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: يخرج قوم من قبورهم وجوههم أشد بياضاً من القمر، عليهم ثياب أشد بياضاً من اللبن، عليهم نعال من نور شركها من ذهب، فيؤتون بنجائب من نور، عليها رحائل من نور، أزمتها سلاسل من ذهب، وركبها من زبرجد،