responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199

الولاية معراج التكامل

من أعظم الكرامات الالهية والسنن الربانية على الخلق، هو أنّ الله سبحانه وتعالى عرفهم بتلك المنازل العظمى، والمراتب الرفيعة التي مهّد السبل لهم لكي يبلغوها، ولولا هذا التمهيد لضل الانسان، وظل يتردّد في التيه والضياع والحيرة غارقاً في بحر من الظلمات المطبقة.

وهكذا فانّ الله جل وعلا خلق هذا الانسان الضعيف ليعلم ويدرك إنّ بامكانه أن يسمو عالياً، ويرتفع في هذه الحياة الدنيا بعد أن يترفع عن الأمور الدنيئة ويرقى حتى يكاد يبلغ درجة النبييّن.

والمرسلون والأنبياء عليهم السلام أجمعون قد استطاعوا أن يبلغوا تلك المنزلة السامية التي ليس بعدها منزلة، وهم بشر مثلنا يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق، فدنوا من حضيرة القدس الإلهي، حتى أن الله جل وعلا وصف تلك المنازل والدرجات القدسية التي بلغها الأنبياء والمرسلون بتعابير شتى في كتابه الكريم؛ فمرّة يتخّذ بعضهم خليلًا، وبعضهم يكلمه تكليماً، وآخرون يرفعهم الى مقام محمود ..

قدرة الانسان على التكامل

ولعمري فانّ الانسان لا يستطيع أن يبلغ بعقله المحدود فهم ودرك تلك الدرجات العلى مهما أجال تفكيره، وسبر أغوار الفهم والتدبر.

وبذلك يتبين مدى الانعام والاكرام الالهيين لبني آدم بأن دلهم وعرفهّم على كيفية الوصول الى المقامات السامية، والدرجات المرموقة .. وفرصة هذا السعي هي هذا العمر الذي وهبه الله تعالى للانسان. ففي هذه الفترة الزمنية القصيرة يمكن

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست