responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 163

حسابه، وهو أن شعلة من النار- رغم بعدها- تطايرت بأمر الله وأحرقته وهو جالس لم يبرح مكانه، فأصبح بذلك آية للعالمين.

وفي هذا الاطار روي أنه جرى كلام بين الإمام الرضا عليه السلام وبعض أهل النصب من حجاب المأمون جاء: .. وكان الحاجب أشار إلى أسدين مصورين على مسند المأمون الذي كان مستنداً إليه، وكانا متقابلين على المسند. فغضب علي بن موسى الرضا عليه السلام وصاح بالصورتين:

دونكما الفاجر، فافترساه ولاتبقيا له عيناً ولا أثراً.

فوثبت الصورتان وقد عادتا أسدين، فتناولا الحاجب ورضاه وهشماه وأكلاه ولحسا دمه والقوم ينظرون متحيرين مما يبصرون. [1]

إن هذه الحادثة ومثيلاتها ليست واردة في طبيعة عالم الخلق والعلة والمعلول، بل هي فعل من أفعال عالم الأمر الذي هو فوق الخلق وعالمهم القائم على أساس المادة والمحسوس.

ثم إن هناك الكثير من الوقائع التي تمخض عنها معالجة هذا المريض أو ذاك، ممن أعلن الأطباء الحاذقون عن عجز أدويتهم عن علاجه، إلا أن عالم الأمر كان له دوره الغيبي في مشافاته، حتى وكأنه لم يعرف المرض والداء في لحظة من لحظات حياته. وكم شاهد المؤمنون أو غيرهم معاجز الانبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام، وكراماتهم التي تحققت باذن الله تبارك وتعالى، حتى راح العديد من الناس الى الإيمان المطلق بهذه الكرامات متغافلين عن حقيقة دور الأطباء والأدوية في المعالجة باعتبارهما الأداة المنطقية لإيفاء هذا الغرض.

وإنه لمن الطبيعي الإيمان بأن ظهور هذه الكرامة أو تلك لمعالجة هذا المريض أو ذلك تابع لحكمة ربانية، قد يكون الغرض منها مضاعفة إيمان هذا المريض، أو من أجل تعريضه لامتحان، أو لغرض جعله آية للناس ولفت انتباههم الى دور الغيب في


[1] - تفسير نور الثقلين، العروسي الحويزي، ج 1، ص 276.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست