التسبيح دليل العرفان

يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (2) خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3) يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (التغابن، 1- 4).

غالباً ما تكون الفرائض المكتوبة على الانسان محددة وذات ميقات معلوم؛ فالصلاة فرض إلهي نزل على المؤمنين كتاباً موقوتاً، والصوم أيضاً كتب علينا كما كتب على الذين من قبلنا أياماً معدودات، والحج ينبغي ممارسته في أشهر معلومات، فلا يمكن للناس أن يحجوا في أشهر غير أشهره، ولا لهم أن يبتدعوا أعمالًا مغايرة لما رسمه الله سبحانه و تعالى .. وقس على ذلك بقية الفرائض والواجبات التي جاءت بها الشريعة الإسلامية السمحاء.

ولكن هناك فرض إلهي واحد يختلف عن كل الفرائض في كونه غير محددّ بزمن أو مشروط بفعل أو حدوث أمر، وهو: ذكر الله تعالى، الفرض الذي يجب أن لا يفارق الانسان مهما كانت حالته ووضعيته وظروفه.

إن الله تبارك وتعالى قال عن الصلاة: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) (النساء، 103).