يتمتع بها كونه عابداً، وهذا ما يدعى من وجهة النظر القرآنية ب- (الحبوط) الذي قالت عنه الآية الكريمة: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) (الزمر، 65). وهذه الحالة الانهزامية التي تعتور حركة الإنسان، هي في حقيقة الأمر محور للمفاسد وأمّها.
كيف نتخلّص من الشرك؟
ولكن كيف نطهّر قلوبنا من هذه الآفة؟
قبل أن أجيب عن هذا السؤال، لابد من القول- وبكل صراحة- بأن عملية التطهير المطلوبة عملية صعبة، والدليل على ذلك أن القرآن الكريم أشار في مواضع عديدة بأنّ أكثر الناس مشركون، وقال كذلك: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف، 103)؛ فمنهم من يعبد الطاغوت، ومنهم من يعبد المال أو القوة .. وعبادة الطاغوت قد تكون خوفاً وقد تكون طمعاً، وعبادة المال قد تكون من غنى وقد تكون من فقر، وعبادة القوة قد تكون من غرور وقد تكون هزيمة. وهكذا هم بنو البشر، رغم أن العقل والفطرة والأنبياء عليهم السلام يؤكدون لهم بأن لا ينبغي أن يكون لهم مطمع في هذه الأمور من دون الله سبحانه وتعالى، وأن هذه العوامل لابد وأن يتم التعامل معها تعاملًا واعياً نابعاً من بصيرة نافذة. غير أن الواقع يشير الى العكس من ذلك، فترى ما السبب وراء ذلك؟ إن عملية إجتناب الشرك عملية صعبة جداً، ولأنها كذلك فإن طيّ مراحلها بحاجة الى جهد بالغ تبذله وإرادة فولاذية وعزيمة راسخة.
ولكي تتوضح فكرة خطورة الشرك على حركة ومصير الانسان، لابد من الاستعانة بعالم المادة الذي هو أقرب الى فهم وإدراك بني البشر، إذ أن القرآن الكريم هو الذي اعتمد هذا الاسلوب في تقريب المفاهيم الدينية الى إدراك مخاطبيه وحيث