responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122

وعلى ذلك فان حركة الانسان خلال وجوده الدنيوي الراهن تعد في واقع الحال حركة عكسية نحو الخلف وبالضد لما يتصور من قطعه مراحل زمنية تمثل في نهاية المطاف ما يدعى بالعمر أو الأجل، إذا ما أصر على السير في طريق الجهل أو تجاهل الحقائق الناصعة. هذا التجاهل الذي لا يغير من الثوابت شيئاً بقدر ما يضفي على الانسان الذي حتّم على ذاته السقوط في مهاوي الغي والخسران المبين، مزيداً من التراجع أو ليجده قد بدأ من النقطة التي انطلق منها على أحسن الأحوال.

فإذا مرت علينا ساعة في دار الدنيا أو فاتت على عمرنا فرصة من فرص الخير ثم لم نزدد معرفة بخالقنا، فان هذه الساعة وهذه الفرصة ستكون وبالًا حتمياً علينا. وهذا ليس بالشأن الغريب أبداً، إذ إن أساس وجود وبقاء الانسان والمجتمع في الدنيا هو الإيمان والذكرى وتعميق هذا الايمان بالخالق الحكيم واستمرار حالة التذكر للحقائق الإلهية. وحسب الفطرة التي فطر الله الناس عليها، فان العقل البشري المجرد عن مزالق الشيطان والهوى ليس بمقدوره أن يتصور هدفاً أسمى من هذا الهدف، وغاية أشرف من هذه الغاية.

تطهير القلوب

واذا كانت مضاعفة المعرفة بالله تعالى هي الدواء الناجع لخلاص الانسان من خطر الخسران، فإنّ لسائل أن يسأل عن الطريقة الأمثل والأقرب في هذا المجال؟ فأقول: إن الجواب يكمن في أن أعظم وسيلة لايجاد هذه المعرفة وتعميقها هي تطهير القلب من الشرك، لأنه يحجب الانسان عن ربّه وخالقه، ويحول دون رؤية الحقائق.

إن هذا الخالق الذي لا تنفذ كلماته ولا تنتهي مدياته قد مهّد للناس وسائل معرفته، للتدليل لهم على مدى رحمته بهم وعطفه عليهم، غير أنهم هم الذين يحرمون أنفسهم من هذه النعمة الربانية. إن نور الله العظيم أبهى سناءً من نور

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست