responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111

وعلى الضفة الأخرى؛ تبقى الفريضة الأولى والأساسية على الانسان المؤمن أن يثبت ويؤكد مدى قدرته على محاربة الشيطان وتوطيد دعائم ومصاديق انسانيته المكرمة أساساً من قبل الله جل جلاله. وقد حثنا القرآن الكريم وذكرنا في أكثر من موقع وبالذات في سورة (الزمر) المباركة على أن يبحث الانسان المؤمن عن الدين الخالص، فالدين عند الله الاسلام؛ الاسلام الذي لا تشوبه شائبة.

وقد حذرنا النبي الاكرم صلى الله عليه واله، من يوم يأتي ويصبح الدين عبارة عن مجموعة من القشور، فلا يبقى من الإسلام إلّا اسمه، ومن القرآن إلّا رسمه، ومن المساجد إلّا زخارفها، حيث قال صلى الله عليه واله:

(سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ومن الإسلام إلا إسمه، يسمعون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود) [1].

وهذه حقيقة وجدناها ليس الآن فقط، وإنما تتبعناها عبر القرون المتمادية، حيث وجدنا الكثير من المسلمين قد فصلوا الدين عن محتواه، حتى أصبح الدين موجوداً في الظاهر فقط، لتمرر به وعبره الألاعيب الشيطانية والمؤامرات الدنيئة؛ فالحج يتحول في كثير من الأحيان الى تجارة ورياء، والعطاء والصدقات تحولت الى منّ وأذى، والمساجد انقلبت الى قباب ومنائر، أما العبادات فقد أخذت النصيب الأوفى من التحريف والتغيير حتى أصبحت الصلاة لا تنهى عن منكر ولا تأمر بمعروف. وهكذا الجهاد حيث حولته أيدي الشيطان الى إطار بلا محتوى، فاصبح جهاداً في سبيل الطاغوت و الشيطان والنفس الامارة بالسوء، لا ضدهم.

وهذا يعني- أول ما يعني- رسوخ واستفحال مرض الازدواجية والنفاق في جسد الأمة المسلمة و روحها.


[1] - الكافي، الشيخ الكليني، ج 8، ص 308.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست