responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91

اليونانيين، وخشي الإمام (عليه السلام) كذا أن يميل الناس إلى ما زخرف المأمون عن شريعة جده، فألف رسائل أخوان الصفا) [1].

الثاني:

أن الفيثاغورية لم تكن مجرد فلسفة نظرية، بل إلى جانب ذلك كانت نظرية سياسية اجتماعية صاغت جمعية دينية رياضية، ولذلك فهي كانت مناسبة لجمعية ثقافية سياسية مثل الحركة الإسماعيلية، لأنها كانت تساهم في تنظيم العلاقة بين أفراد الحركة وتربيتهم على النشاط والتعاون.

وفي ذلك تقول بعض رسائل إخوان الصفا: فينبغي لإخواننا ممن قد رزق المال والعلم جميعاً أن يؤدي شكر ما أنعم الله جل وعز به عليه، بأن يضم إليه أخاً من إخوانه ممن قد حرمهما جميعاً، ويواسيه من فضل ما آتاه الله تعالى من المال، ليقيم به حياة جسده في دار الدنيا، ويرفده ويعلمه من علمه لتحيى به نفسه للبقاء في دار الآخرة [2].

وهناك من يضيف أسباباً أخرى لانتشار الفيثاغورية بين المسلمين عموماً، وفي حركة إخوان الصفا بالذات ونذكر منها سببين:

أ- كان هاجس التوحيد عاملًا فعالًا في تزايد إقبال المفكرين المسلمين على الاقتباس من فلسفة الفيثاغوريين في العدد. لأنها خصت (الأول) شأن الأفلاطونية الجديدة بمقام بارز عند ذروة الوجود، كذلك الاهتمام بالرياضيات والفلك والتنجيم من جهة، والاستغراق في قضايا الأخلاق والدين من جهة أخرى.

ب- أن النزعة الباطنية التي تميزت بها الفلسفة الفيثاغورية، انسجمت مع الميل الشرقي إلى اعتزال العالم، ومع الرغبة الملحة في التماس السلامة في معقل النفس


[1] () اخوان الصفا، بيروت دار مكتبة الهلال، ص 25- 26 لمؤلفه الدكتور مصطفى غالب الذي يميل إلى الإسماعيلية، حسب ما يبدو من كتاباته، وينقل النص المذكور أعلاه عن كاب: عيون الأخبار وفنون الآثار من مطبوعات دار الأندلس، ص 367- 368.

[2] () المصدر، ص 186.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست