responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 284

وها نحن بينا في الفصل السابق كيف يمكن إصلاح المنهج، ونعود فننقل هنا حديثاً شريفاً لزيادة التأكيد.

جاء في حديث (الكافي) المأثور عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

" إن الله تبارك اسمه، وتعالى ذكره، وجل ثناؤه سبحانه وتقدس، تفرد وتوحد، لم يزل ولا يزال، وهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، فلا أول لأوليته، رفيعاً في أعلى علّوه، شامخ الأركان، رفيع البنيان، عظيم السلطان، منيف الآلاء، سني العلياء، الذي يعجز الواصفون عن كنه صفته، ولا يطيقون حمل معرفة إلهيته، ولا يجدون حدوده لأنه بالكيفية لا يتناهى إليه

" [1].

وهكذا أشار الإمام الصادق (عليه السلام) إلى أن من رام معرفة الله تعالى بالكيفية فإنه يضل، لأن ربنا لا يُتناهى إليه بالكيفية.

وجاء في حديث مأثور عن فقه الرضا (عليه السلام):

" تكلموا فيما دون العرش فإن قوماً تكلموا في الله جل وعز فتاهوا

" [2].

ولعل القرآن الكريم يعبر عن المنهج العلمي ب- (السبيل) والصراط، بالرغم من أن السبيل والصراط وما أشبه من الكلمات التي هي أوسع معنىً من مجرد المنهج العلمي الذي يوصي به القرآن لمعرفة الرب، إلا أن هذا المنهج هو الأهم، لأنه وكما يقول الإمام (عليه السلام):

" وكما معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه

" [3].

فإصلاح طريق المعرفة، مقدمة لمعرفة الله تعالى، ومعرفة الله تعالى هي أول الدين، والسبيل إلى الله تعالى هو الدين الذي أوله معرفة الله تعالى.


[1] () الكافي.

[2] () بحار الانوار، ج 3، ص 262.

[3] () بحار الانوار، ج 4، ص 247.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست