responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 274

كيف نعرف الله؟

سنتحدث في فصول قادمة- بإذن الله- عن واقع العقل، ذلك النور الذي وهبه الله لنا لنفهم به الحقائق.

وهنالك نسوق الحجة على أن أشياء الكون بذاتها مظلمة، وبالتالي هي بحاجة إلى نور يكشفها لنا. كما أن ذواتنا مظلمة بطبعها فهي قد تجد وقد لا تجد الحقائق، وما لا تجده من الحقائق أكثر.

فهل تصدق هذه الفكرة في مجال معرفة الله؟ كلا.

لأننا أمام واقع جديد يختلف كلياً عن سائر الحقائق، ألم نشهد بأن الله لا يشبهه شيء ولا يشبه شيئاً؟ إذاً، دعنا نتكلم بأسلوب آخر.

هل يمكن أن نعرف الله، وهل أوتي هذا البشر المخلوق والمحدود وسيلة يعرف بها ربه؟

الإجابة في الفكرتين التاليتين:

ألف: المفروض أن يكون العقل هو الذي يعرفنا الله، أليس كذلك؟ ولكن السؤال هو: هل العقل أشهد ظهوراً أم الله الذي خلقه؟ أفلا يشبه هذا الفرض قولنا جدلًا: إن المخلوق هو الذي خلق الله، أو أن العبد الضعيف هو الذي ينصر الرب القوي.

معقول أن نقول: الله يهدينا إلى العقل بعد أن يهبه لنا، بينما العكس ليس معقولًا ولا ممكناً.

باء: أرأيت كيف أن ذبذبات الصوت إذا زادت عن عشرين ألفاً في الثانية، تشق طبلة الأذن ولا تطيق سماعها؟

أرأيت كيف أن النور القوي يبهر العين، ويجعل العين عاجزة عن الرؤية؟ لماذا؟

لأن قدرة الاستيعاب عند البشر محدودة، فإذا فاقت قوة الشيء قدراته تفجرت أجهزة الاستقبال عنده.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 274
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست