responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227

الأولى: أن كون الأشياء بحيث تصدر، أو بتعبير آخر: تلد وتولد وتصدر، إن ذلك دلنا على أن الكون عاجز ومحدود وبحاجة إلى خالق متعال عن الصدور والإصدار، ولو أنا افترضنا جدلًا: أن الله تعالى مثل الأشياء في صدورها من بعضها، إذاً اقتضت الحاجة إلى العقيدة بخالق الكون سبحانه وتعالى [1].

الثانية: أن الأشياء لا تصدر من بعضها إلا من بعد تركيبها وازدواجها، وبعد وجود عامل خارجي، وافتراض التركيب في ذات الحق تعالى يهدم أساس العقيدة بالله، ولعلنا نستلهم هذه الحقيقة من قوله سبحانه:

وَجَعَلُوا لِلّهِ شُرَكَآء الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ* بَدِيعُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (الأنعام/ 100- 101)

فلو تأملنا في قوله سبحانه: أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَهُ صَاحِبَةٌ لتدكرنا بحقيقة علمية وفطرية هي أن كل ولادة تتم بازدواج عنصرين، فهل يمكن أن يفترض لربنا القدوس المتعال سبحانه صاحبه؟

باء: المنطلقات النفسية

الطغيان

خلق الله الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، وأسكنها الفضاء، ولكنه سبحانه أسكنها بعدئذٍ في أبدانها، لماذا؟ لأن بعض الأرواح كانت تنزع نحو ادعاء الربوبية، وهي تعيش في ذلك الأفق الواسع حرة طليقة، فكانت حدود الجسم وقيوده وآلامه وتطلعاته أفضل كابح للروح المحبوسة في قفص الجسم من الطغيان وادعاء الربوبية.


[1] () عند الحديث عن نظرية الفيض سوف نعرف: كيف تصبح بعض النظريات الفلسفية الخاطئة سبيلًا إلى النظريات المادية.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست