responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 193

ثم لم نجد بين الفلاسفة من يقول: بأنه لا الوجود ولا الماهية أصل في تحقق الممكنات، إنما الأصل هو الخلق، وأن الله سبحانه قد رش على الأشياء- التي قدرها تقديراً في عالم الظلمات- من نور الوجود، فكانت موجودة كما قدرها. وهكذا تكون الأشياء حقيقة بماهيتها التي قدرها الله وبوجودها الذي أعطاه الله إياها.

هل الوجود حقيقة واحدة؟

هل الوجود حقيقة واحدة في الخالق والمخلوق في الجوهر والعرض، أم أن كلمة الوجود حين تستخدم في المخلوق فهي مختلفة، معنىً عنها لو استخدمت في الخالق، أو حسب تعبيرهم مشترك بينهما اشتراكاً لفظياً تماماً، مثل اشتراك كلمة السيارة بين المركبة وبين القافلة التجارية؟

رأى أبو الحسن البصري أن الوجود مشترك في اللفظ بين الخالق والمخلوق، أما المعنى فلا.

بينما رأى الحكماء أنه مشترك اشتراكاً معنوياً، فالوجود بمعنى واحد.

والأدلة التي ذكروها لرأيهم ضعيفة وبعضها لا يستحق الذكر، ونسوق فيما يلي بعضها [1].

1- لا تمايز في العدم، فمعناه واحد، ونقيض الواحد واحد.

ولكن لم يثبت أن نقيض الواحد واحد، وبالعكس نقيض العدم أكثر من واحد، وإلا لزم أن يكون الكون شيئاً واحداً دون أدنى تمايز، وهذا ممنوع وجداناً. والوحدة اللفظية أو التكلفية لا تجدي نفعاً، لأن مقتضى الدليل لو ثبت الوحدة الحقيقية.

2- (إذ قلنا: إن الله موجود، (ف-) لو لم نفهم من موجوديته ذلك المفهوم البديهي العام في جميع المصاديق، (فماذا نفهمه إذاً) فأما أن نفهم نقيضه، ونقيض


[1] () المصدر، ص 10- 11.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 193
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست