responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 32

العمل، وربما كان هو المشجع للتصوف والرهبنة بزعمه ان افعال العباد مخلوفة، ففي رواية في البحار عن أمير المؤمنين عليه السلام في القدر انه قال:" ألا إن القدر سرّ من سرّ الله وحرز من حرز الله، مرفوع في حجاب الله، مطوي عن خلق الله، مختوم بخاتم الله، سابق في علم الله، وضع الله عن العباد علمه، ورفعه فوق شهاداتهم لانهم لاينالونه بحقيقة الربانية ولابقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانية ولا بعزة الوحدانية لانه بحر زاخر مواج خالص لله عز وجل، عمقه ما بين السماء والارض، عرضه مابين المشرق والمغرب اسود كالليل الدامس، كثير الحيّات والحيتان؛ تعلو مرة وتسفل أخرى، في قعره شمس تضيء لا ينبغي ان يطّلع عليها إلّا الواحد الفرد، فمن تطلَّع عليها فقد ضادّ الله في حكمه ونازعه في سلطانه وكشف عن سرّه وستره وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ( [1]). وقد وردت هذه الرواية جواباً قاطعاً لمن سأله عليه السلام عن القدر، وجاءت تحذيراً بان القدر امر خطير وتوجيهاً للانسان بأن يؤمن بوجدانه وبفطرته وانه مكلف حرّ ومريد في أعماله وان عليه الجزاء، واما ان يتعمق الانسان في ذات الله فذاك هو التفكر في ذات الله وذاك هو الزندقة، بينما يأتي سامري هذه الامة ليحدث الناس عن القدر فيبث الشبهات في افكار الناس ويضللهم.

والذي يبدو ان الحسن بن ابي الحسن البصري كان يسعى الى تبرير افكاره من خلال مراسلاته وكتاباته مع الائمة المعصومين، فلم يكن يجد إلّا ردّاً قاطعاً، فقد روي عن العالم- الامام موسى بن جعفر عليه السلام- انه قال: كتب الحسن بن ابي الحسن البصري الى الحسين بن علي بن ابي طالب صلوات الله عليهما


[1] () بحار الأنوار/ ج 5/ ص 97.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 32
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست