responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31

الهجري، وحيث نشر الاسلام نوره على البقاع المجاروة للجزيرة وفتح المسلمون العراق وسوريا ومصر، اصطدموا حينها بالحضارة البيزنطية والفارسية القديمة، وكنتيجة طبيعية لهذا الاصطدام والاحتكاك بين الحضارة الاسلامية وتلك الحضارات تفاعلت الافكار فخرج الى حيز الواقع نمطان من التفكر يمثل احدهما فئة المتبعين للافكار الدخيلة وهم الفلاسفة كابن المقفّع وابن ابي العوجاء وعبد الله الديصاني وغيرهم من المتزندقة، وفئة أخرى أرادت ان توفق بين الامرين؛ بين الافكار الدخيلة والافكار الاصيلة، وهؤلاء هم الذين أسسوا ما يعرف اليوم بعلم الكلام.

من تفكر في ذات الله تزندق:

وقد لعن رسول الله عدة فئات ومن جملتهم (القدرية) قال صلى الله عليه وآله: لعنت القدرية على لسان سبعين نبياً، قيل: ومن القدرية يارسول الله؟ فقال: قوم يزعمون ان الله سبحانه قدّر عليهم المعاصي وعذبهم عليها ( [1]). ويقول القدرية: اننا نعمل الاعمال والله هو الذي يجازي ويتحمل مسؤولية اعمالنا، يقولون: علم الله قديم وعمل الانسان في علم الله؛ فالله هو الذي قام بهذا العمل، وكثير من المسلمين ضلّوا السبيل ففسدت افكارهم وعقائدهم بسبب هذه الافكار التبريرية، الافكار التي تبرر ما يفعله الانسان وترفع عنه الجزاء عما يرتكبه من كبائر وصغائر والتي سنتناولها بالبحث ونبيّن فسادها عقلًا وشرعاً.

والاعتقاد السائد عند بعض المؤرخين هو ان الحسن البصري هو اول من تكلم في القدر وان إليه تنتهي كثير من المذاهب العقائدية القائلة بتجريد الايمان عن


[1] () بحار الأنوار/ ج 5/ ص 47.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست