responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 236

الظاهر؛ خاوية في الباطن، فيقول إن مصدر حركة الانسان هو إرادته. فمثلًا هو يقوم بشرب الماء بإرادته، إلا أنه لم يرد ذلك لو لم تكن هذه الارادة نابعة أو مدفوعة بعوامل أخرى؛ بمعنى أن ارادته مظهر لتلك العوامل، فهو يشرب الماء لأنه أراد، وهو أراد لأنه عطشان، وهو عطشان لأن كبده قد أصبح حاراً، وكبده أصبح حاراً لأنه مشى تحت حرارة الشمس منذ مدة، وهو مشى لأنه أراد ذلك، وهو أراد ذلك لعوامل خارجية أخرى، حتى تتسلسل المراتب لتعود الى أصل خلقته، وبالتالي فهو يدور في حلقة ملؤها الجبر.

إنهم ينسبون الزنا- مثلًا- الى الشهوة الجنسية، وأن الشهوة الجنسية طبيعة خلقها الله داخل الانسان، إذاً فهو مجبر على ارتكاب الزنا.

انهم ينسبون السرقة الى الحاجة، وأن الحاجة قضية فُطِر الانسان عليها من قبل الله تعالى، وأن عدم سداد الحاجة يولد الفقر، ولقد كاد الفقر أن يكون كفراً ...

إن الإجابة على هذه الشبهة وما وضعوه لها من أمثلة ومصاديق يكمن في مسألة واحدة، وهي حصول التفاوت بين الضغوط والدوافع التي تحرك الانسان وبين الارادة الفاعلة التي تعتبر الاساس لكل عمل يقوم به الانسان، علما أن الدوافع والعوامل الخارجية والظواهر الكونية واحدة في أنها لا تشكل العلة التامة لاعمال الانسان بل العلة هي إرادة الانسان واختياره لاغير.

إنك لا ترى كل من يعطش يشرب الماء حتما، فمن أصيب بنزيف دموي يمتنع عن شرب الماء رغم شدة الحاجة اليه، وهذا الصائم يمتنع، وهذا المرتاض يمتنع

أيضاً فما السبب في ذلك، ولماذا يكون باستطاعة هؤلاء أن يمتنعوا؟ بينما انسان آخر قد يكون أقل عطشاً الا أنه لايمتنع عن شرب الماء لأنه يريد ذلك.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 236
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست