responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 157

والله لا يعرف نفسه من يضمر في نفسه التحدي. أما ذو الحظ العظيم الذي يتلقى هذه المعرفة ويغمر الله قلبه بنور الايمان فهو من يخضع لله ويخشع أمام كبريائه وجبروته ولا يفكر بالسمو الى درجة الله ومبارزته في كبريائه وقدسه، والله قدوس سبوح منزّه، وهو أعظم من أن يوصف.

البداء [1] تجلي إرادة الرب:

من وجهة النظر اللغوية تعني كلمة (البداء): (الانشاء) وليس الظهور، فهو إنشاء بعد إنشاء وإرادة بعد إرادة. أي إن الله سبحانه وتعالى يعلق وقوع حدث معين على شروط معينة وظروف خاصة، كما الحاصل في نسخ بعض الآيات الكريمة التي كان أنزلها على الرسول صلى الله عليه وآله لواقع معين فبدلها بعد تغير هذا الواقع، وقد قال ربنا: مَا نَنَسَخْ مِنْ ءَايَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا (البقرة/ 106) أي ننزل خيراً من، أو مثل ما يلائم واقعكم تبعا لشروط خاصة. وقال كذلك: يَمْحُواْ اللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ امُّ الْكِتَابِ (الرعد/ 39) و لِلَّهِ الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (الروم/ 4) وقد جاء في الروايات:" صلة الرحم تزيد في العمر". ( [2]) بمعنى أن الله يقدر للانسان من العمر أربعين عاماً- مثلًا- ولكنه يصل رحمه فيكتب الله له مرة أخرى مدة جديدة وأطول .. حسب حكمته البالغة.


[1] () البداء في اللغة بمعنى الظهور و (النشأة) ففي القاموس بدا له في الأمر بدُّواً وبداءة: نشأ له فيه رأي، وفي المنجد: بدا له في أمر خطر له فيه رأي (تنبيهات في المبدء والمعاد لأية الله مرواريد ص 190)

[2] () بحار الأنوار/ ج 5/ ص 138.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست