responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 156

جاهل، كيف يعيش، ومتى يموت، وبأي سبب، وفي أية أرض، ثم قدر صورة عاقبته .. هذه الأحوال كلها مكتوبة في لوح الله المحفوظ، ولكنها لا تعبر عن الارادة، بل هي مجرد تخطيط شامل لكافة جزئيات الحياة.

وكما تقدم، فان الله إذا قدر شيئاً لا يعني العجز عن تغيير ما قدر، وهو قادر أيضا على ان يسلب العبد ما أعطاه وأن يعطيه مامنعه من قبل. وقد بحثنا مفهوم الآية الكريمة التي تقول: وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَآءُ (المائدة/ 64) فلو كانت إرادته بالانفاق قديمة لقضي الأمر ولم يكن بالله من حاجة الى التأكيد بأن يديه لا تزالان مبسوطتين؛ مع ملاحظة استخدام صيغة المضارع في كلمة الانفاق حيث قال: ينفق ولم يقل أنفق.

الله أعظم من أن يوصف:

وقد يسأل الانسان عن كيفية وماهية الارادة الالهية، وكيف يخلق الله تعالى فعله، وماهو لون الارادة وصورتها؟؟

في معرض الاجابة على ذلك، اكتفي بالحديث عن المخلوق وعدم التحدث عن الخالق بهذا الخصوص. فالله سبحانه لا يقال له كيف وبأية صورة، إذ هو المصور وليس المتصور. ومن يتوهم ويتخيل أن بإمكانه تحديد الذات الالهية وأفعالها فهو في ضلال بعيد، وهذا التوهم في التعمق سيدفعه الى الكفر. وكنت قد أكدت من قبل أن أفضل الاذكار هو قول" سبحان الله" أي الاعتراف بعجز الذاكر عن معرفة ذات الله، وفي لحظة الاعتراف يشرق الرب سبحانه وتعالى لعبده من أنواره المقدسة ما يعرفه بنفسه. فمن يتوهم الله يتحدى كبرياءه وعظمته،

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست