responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90

وكذلك أمَرَنا الله تعالى على لسان نبّيه موسى بن عمرانعليه السلام- باتّباع أحسن الكتاب.

(وَأمُرْ قومَك يأخذوا بأحسنها) [1].

وهكذا يختلف الأحسن بالنسبة إلى الناس والظروف المحيطة بهم، ومعرفة الأحسن إنّما تّتم بالعقل .. وكذلك قوله سبحانه:

(أدعُ إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة) [2].

حيث أنّ الحكمة وضعُ الشيء موضعه المناسب، ومعرفة ذلك بالعقل، مما يدلّ على دور العقل في تحديد مواقع عطبيق الشريعة.

وقولهعليه السلام-:

(إن على كلّ حقّ حقيقة، وعلى كل صوابٍ نوراً) [3] يدل على أنّ معرفة الحقائق تتم بالعقل ..

وقولهصلّى الله عليه وآله-:

(العقل رسول باطن، والرسول عقل ظاهر).

يدلّ على تطابق العقل والرسالة، وعلى أنّ، أحدهما يكمّل الثاني [4].

ويبدو أنّ هذا الكشف الوجداني، والشهود الفطري، والتجربة الذاتية في التعّرف على العقل ومدى تطابق الشريعة معه أبلغ حجةً ممّا ساقه البعض دليلًا على ذلك، لماذا؟.

أولًا: لأنّ ذلك الدليل يعود بالتالي إلى الوجدان فلماذا لا نقصر الدرب ونستدل بالوجدان منذ البداية.

ثانياً: لأن حجتنا القائمة على أساس فضّ العقل ذاته بذاته، تهدينا إلى سُبُل كشف الحقائق التفصيلية أيضاً، لأنها،- أساساًتعتمد على معرفة هذه الحقائق والاستدلال


[1] - الأعراف/ 145.

[2] - النحل/ 125.

[3] - اصول الكافي/ ج 1 ص 88.

[4] - سبق في الابواب الماضية احاديث كثيرة في هذا السياق.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست