responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50

بصورةٍ كافيةٍ إلا أن تلك الأحكام الفرعية تّتّصل بالثوابت، بينما الحوادث المتغّيرة والتي هي من حيث المجموعأكثر من الثوابت لا تزال بحاجة ماسة إلى الاستنباط لمعرفة احكام تلك المتغيرات من لكم.

وفيما يلي نضرب طائفة من الامثلة لتوضيح ذلك:

الف: حينما أمرنا الله سبحانه بالطهارة بين حكمتها وقال سبحانه:

(يا أيها الذي آمنوا إذا قُمتم إلى الصلاة فّاغْسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وّأمسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعَبْين، وإنْ كنتم جنبا فاطهروا وإنْ كنتم مرضى أو على سفرٍ أو جاءَ أحدٌ منكم من الغائطِ أو لامَسْتُمُ النساء فلم تجدوا ماًء فتيمَّمُوا صعيداً طيباً، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرجٍ ولكنْ يريد ليطهّركم وليتَّم نعمتَه عليكم لعلّكم تشكرون) [1].

فالحكمة من هذه الواجبات طهارة الإنسان التي هي وسيلة لإتمام العنمة. وبالتالي لشكر المؤمن. وبما أن إتمام النعمة الإلهية تتمثّل في قرُبه من الله تعالى وبما أنَّ الإنسان الطاهر يكون أقرب إلى الله وجبت الطهارة قبل العبادة.

من هذه الحكمة نعرف أنّ كل قذرٍ ووسخٍ مكروهٌ عند ربنا، ويبعد الإنسان من ربه، فلا بدّ من تجنبه. وأنَّ كلَّ طهارةٍ محبوبةٌ، كطهارةِ البدن والثوب والبيت والشارع والهواء. وكما ان الجسد القذر لا يناسب العبادة، كذلك الثوب القذر والمحل القذر والهواء الملوّث بالدخان والغبار والغازات المضّرة لا يناسب الإنسان المسلم والمجتمع المسلم.

وهكذا جاء استنباط حكم تلوث البيئة من هذه الآية، ومن آياتٍ مشابهة وكلنه بحاجة إلى قلبٍ واعٍ ينفذ إلى حكمة الواجب الشرعي، ويستلهم منها الأحكام الفرعية.

باء: يأمرنا الله سبحانه بالصلاة ويبينَّ حكمتها فيقول سبحانه: (فإذا قضيتُمُ الصلاة فَاْذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنُوُبكم فإذا اطمأننْتُمْ فأقيموا الصلاة إنّ الصلاة


[1] - المائدة/ 6

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست