responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 49

وبعد ذلك يبينَّ بوضوحٍ قائمةَ المحرَّمات الأساسية التي تحدِّد حرّية الإنسان، لكي يقطع السبيل على كل جبّار يصادر حريات البشر باسم الدين، وعلى كلّ شيطان جاهلي معقّد يوزّع على الناس فتاوى التحريم والتفكير، فيقول سبحانه: (قل تعالْوا أَتلُ ما حرَّم ربّكم عليكم ألا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ نحن نرزقكم وإياهم ولا تقرَبُوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا تقتلوا النفس التي حَّرم الله إلا بالحقّ ذلكم وصَّاكم به لعلَّكم تعقِلُون، ولا تقرَبوا مالُ اليتيم إلَّا بالتي هي أحسنُ حتى يبلغ أشدَّه وأوفُوا الكيلَ والميزان بالقسط لا نكلِّف نفساً غلا وُسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهِد الله أوْفوا ذلكم وصَّاكم به لعلَّكُم تذكرَّون) [1].

فالتعقُل والتذكُر هما هدف وصايا الله، إذ بهذه الوصايا ينمو عقل الإنسان، وتتموج معارفه الفطرية .. أليس هذه الوصايا تطابق ما في ضمير كل واحدٍ من البشر من الركائز الوجدانية؟

هكذا نجد آيات سورة الانعام تغني العقل بالحكم التي تذكر بها، فإذا كان الإنسان في مستوى تلقِّي هذه الحكم، وتنمية مواهبه الفطرية بها، حتى تصبح تلك الحكم واضحةً عنده يعرفها كما يعرف المرء ابنه، عندئذ يستطيع أن يستفيد أمرين:

استنباط الفروع من الأصول

أولًا: الرجوع ال القيم لمعرفة الحكم الأولى والأهم والتزاحم وهو ما نتحدث عنه في مناسبة أخرى انشاء الله.

ثانيا: فمن عرف حِكمَ الأمن والحرية والعدالة، فإذا أضرّ عملٌ بأمن الناس، أو سَلَبَهُمْ حريتهم أو كان فيه ظلمٌ ظاهرٌ أو خفيّ فإنه يصبح حراماً كما أنه لو توقف تحقيق هذه الحِكم على عمل معين أضحى واجباً.

وبالرغم من أن الشريعة قد أوضحت الأحكام الفرعية التي تحقَّق هذه الحكم


[1] - الانعام/ 151- 152.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست