responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26

أنها لؤلؤة).

حجة ظاهرة وحجة باطنة

وعاد الإمام إلى بيان العلاقة الوثيقة بين العقل والوحي ببيان أنَّ الهدف الأساس لإنبعاث الرسل تكميل عقول الناس، وكلما عقل الإنسان عن ربّه أكثر كلما علم أمر الله بصورة أحسن. وارفع الناس درجةً عند الله أكملهم عقلًا.

(يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده الا ليعقلوا عن الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلًا، وأعقلهم أرفعهم درجةً في الدنيا والآخرة).

وكما يبدو فإنّ أعدى أعداء العقل الجهل المركّب، وهو حالة طبيعية في كل أبناء آدم حيث يزعمون أنهم يعرفون كل شيء لجهلهم بحدود أنفسهم الضيقة وبآفاق الحقائق الواسعة. وإن جذر هذه الصفة الاستكبار وعلاجها التواضع. وهكذا عاد الإمام الكاظم يذكِّر بأهمية التواضع ويقول:

(يا هشام! ما من عبدٍ إلا وملكٌ أخذ بناصيته فلا يتواضع، إلا رفعه الله، ولا يتعاظم إلا وضعه الله).

وهنا يبين الإمام الحقيقة التي طالما أكدت عليها نصوص أهل البيت عليهم السلام من اتّصال نور العقل ونور الوحي. وأنهما شعاعان من نور واحد، وكلاهما حجة الله على الإنسان.

ولعل حكمة بيان هذه الحقيقة في هذا الموقع من السياق وليس في بداية الوصية إنما هي لكي يتوضح أولًا معنى العقل، ولا يتوهم أحد أنّ كلّ ما يفرزه قلب البشر يُعتبر عقلًا. كلا، إنما العقل ما يقابل الجهل والهوى .. يقول الإمامعليه السلام-:

(يا هشام! إن لله على الناس حجّتَينْ: حجةً ظاهرةً وحجةً باطنةً، فأما الظاهرة فالرسول والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول).

صفات العقل

كيف نعرف العقل ونميزّه عن الهوى، وعن تلك الوساوس الشيطانية التي تتلبس بالعقل وتسمّى في منطق الإسلام بالنكراء؟

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست