responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 186

صاحبه إلا ان نسميه ب- (حب الفكرة). وحب الفكرة انما يعني (الدليل) النفسي اليها مما يعطي صاحبها دفعا بإتجاهها لانها تتلاءم مع نفسيته. فهناك مثلا- نفوس جبلت على الثورة والتحدي، ولذلك تندفع هذه النفوس إلى الرفض والتمرد بأدنى مبرر لأنها (تميل) اليها و (تنسجم) معها بينما نجد نفوسا أخرى (تميل) إلى الخنوع والإستسلام) وتتمتع ببرودة الأعصاب وثق الدم فهؤلاء بعكس أولئك تمامايرفضون كل ثورة دون أن يسألوا أنفسهم لماذا.

ومن الناس من (تميل) نفسه إلى التشاؤم فلا يرون إلا الجوانب السلبية من الحياة.

ولذلك تراهم ينسجمون مع الأفكار الأكثر تشاؤما، بينما الآخرون (يميلون) إلى الانطواء لإنسجام أنفسهم معه بينما يحب غيرهم الإنفتاح وهكذا.

يقول إرنست همنغواي في كتابه (وداعا أيها السلاح): (إلا ان طبعي الخاص يضطرني إلى الشك في انه لن تكون هنالك اقلية ستشهد الحياة وهي تسير إلى نهايتها الت لا يمكن تجنبها. فهل هو لا منتم لانه خائب وسوداوي)؟ [1].

(فهناك عدد من الرجال يخلقون ثورا بطبعهم وسليقتهم) [2] وهنا يطرح سؤال: لماذا يحب الإنسان فكرة ويرفض أخرى؟؟

الجواب: لان تركيبة الإنسان النفسية (السيكولوجية) أو العصبية (الفسيولوجية) أو الحياتية (البيولوجية) هي التي تنسجم مع هذه الفكرة أو تلك، والعامل المادي الذي نتحدث عنه إنما هو جزء من تركيبة نفسية الإنسان.

وبتعبير آخر:

ان منهج الإنسان آت من نوعية تفكيره، والتفكير بدوره- خاضع للإرادة، والإرادة ليست سوى مقاومة النفس لجاذبية الطبيعة (إذا كانت الإرادة إيجابية) أو هي استسلام الذات لضغوط (إذا كانت الإرادة سلبية).

ولكن متى تقاوم الارادة ومتى تستسلم؟؟ عندما تكون الإرادة أقوى من جاذبية الطبيعة تقاوم، ومتى كانت أضعف تنهار. من هنا نستطيع ان نحدد اتجاه السلوك


[1] - ولسن اللامنتمي/ ص 15.

[2] - يريان كوزير الثائرون/ ص 20.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 186
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست