responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 159

أجاب بتورية الأنبياء، والإتكال على القرائن الخفية عن العامة الظاهرة لمن يفهم. فإن قوله- عليه السلامبل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم ان كانوا ينطقون، بعد قوله: أأنت فعلت هذا بآلهتنا (تورية) [1] ولو قال: ما فعلته كما هو مقتضى المقام كان كذبا، وكذلك يوسف من أبيهكما في الرواية- وكذلك قول إبراهيم إني سقيم ففي تفسير القمي إنما ويعرف خصوصية المقام [2].

وهكذا ينبغي التدبر في النصوص ودرايتها لمعرفة القرائن الخفية التي اعتدوا عليها لسبب أو آخر حتى لا يظهر كل مرادهم للعامة ويظهر لمن أوتي معارض كلامهم ومعرفة لحن القول فيه.

جيم: السنة بين الفرض والتفويض

من الشريعة ما جاءت كتابا مفروضا، كوقت الجمعة حين تزول الشمس، ومنها التي فوضت الناس، أنبياء وأئمة أو من دونهم، وهي الموسعات التي تتدرج كما يلي: منها التي فوضت إلى النبي فكانت سنته الطاهرة.

أو فوضت إلى أئمة المسلمين الهداة .. بصفتهم العارفين بالقرآن والسنة، أو بصفتهم ولاة أمر المسلمين حقا.

أو فوضت إلى المكلف نفسه.

أما سنة النبي صلى الله عليه وآله- فهي التي أمره الله به أو أدبه عليه، ثم فوض إليه أمره، فمنها واجب وحرام ومنها ندب أو أعافة، والأمثلة كثيرة مثلا ركعات الفائض قسمان: منها فرض الله وهي الركعتان الاوليان من كل صلاة (وهي أمر الله للرسول وان لم ينزل في الكتاب نصا)، بينما الركعة الثالثة في صلاة المغرب، والركعتان الاخريان في غيرها من سنة الرسول الواجبة. وكذلك الرجم للمحصنة من السنة الواجبة، وحرمة الكلب والمسكرات، من المنهيات المحرمة بسنة الرسول، أما


[1] - لعل معناه: ان الإلهة ان كانت تنطق هي التي فعلت فأسألوهم ان كانوا ينطقون.

[2] - رسالة المعاريض/ ص 5 (مخطوط).

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست