responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12

تنطلق في رحاب الحقيقة، حتى يظنّ البعض أنّهم ملهمون- وليسوا بملهمين- ولكنهم يجوبون آفاق الحقائق بلا قيود.

ولهذا فإنّ تحديد العقل بأنه يدرك الكليات، ولا شأن له بالأمور الجزئية، أو أنه لا يدرك شيئاً إلّا من خلال مناهج خاصة، هو نوع من خسارة لموهبة العقل ..

إنّك تبصر بعينك الجبل الأشم، كما تبصر سمّ الخياط، وتضيء أشعة الشمس صحراء واسعة، كما تضيء كوخاً صغيراً! وتفقه بعقلك قبح الظلم، وحسن الإحسان، كما تفقه كيفية فتح باب مغلق.

العقل موهبة عظيمة، وغفلة الإنسان عنها هي المسؤولة عن ضلاله وجهله، كما لو سدّ الإنسان نافذته عن الشمس، أو سد عينه، أفيرى شيئاً؟!

وهكذا تكون الثقة بالعقل مفتاح المعارف، لأنّ مَنْ يشكّ في عقله يغفل عنه، ويهمل الانتفاع به.

والثقة بالعقل، تعني اكتشاف الإنسان لذاته، لأنّ عقل الإنسان أعظم ما فيه، وهو يرفد كل كمال وجمال!.

والمنهج السليم لاعادة الثقة بالعقل بعد التذكرة به، التعرُّف على الحقائق التي لا تحصى التي تعرَّفنا عليها بالعقل، وقياس أنفسنا بمن لا عقل له، وقياس ذوي العقول بغيرهم أليس من يعيش في صحراء مضاءة بنور الشمس لا ظل فيها ولا ظلام، قد يغفل عن مصدر النور، ويظن أن النور حالة طبيعية في ذرات التراب، فإذا غابت الشمس هنالك يعرف قيمة الشمس ..

وحين نتدبَّر في القرآن والسنَّة نجد أنّ هذا هو المنهج الذي اتّبع فيهما، سواءً في التذكرة بالعقل أو بتنمية ثقة الإنسان به.

والعقل هو ذلك النور الذي نُميَّز به الخير عن الشر، والحسن عن القبيح، وحينما ينحسر عنا عند الغضب والشهوة العارمَيْن، نرتكب القبائح ثم نلوم أنفسنا عندما يعود، هو الذي نفقده عند الصغار والمجانين والحمقى فنرى فيهم نقصاً كبيراً، وهو الذي يحاسب الناس بعضهم بعضاً على أساسه ويحمَّلونهم به مسؤولية أفعالهم، وهكذا يصف الإسلام العقل بصفاته التي تتجلَّى في العقلاء.

والوحي إثارة للعقل وتذكرة به، وقد خلقه الله من نورٍ مخزونٍ مكنونٍ عنده فأكرمه

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست