responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 11

تمهيد

ماذا يهديك إلى النور؟ أليس النور ذاته؟ كذلك عقلك يهديك إلى ذاته، وهل يبصر أحدنا عينه بغير عينه؟ فيجبإذاً- ان لا نبحث في الظلمات عن النور، لأنّنا لن نجده هنالك، بل سوف نزداد عنه ضلالًا.

كذلك ضلَّ أكثر الناس عن العقول، فلم ينتفعوا بهذا الموهبة الإلهية إلّا قليلًا. وترى بعضهم ينكر عقله أساساً، ويحتجُّ على إنكاره ببعض الحجج، ولا يدري أنّ احتجاجه ذاته دليله إلى عقله. وكيف يتسنىّ لمن لا عقل له أنْ يكون منطقّياً ويحتجّ على شيء بشيء؟.

العقل يكشف ذاته بذاته، ولا يحتاج أحدنا إلّا إلى التذكرة به، واستثارته كالمصباح الذي رانت عليه الأوساخ يكفيك أنْ تنظّفه لتراه ثم ترى الأشياء به!.

والمناهج العلمية المختلفة، سبل العقل إلى الحقائق، والعقل هو الذي عّرفها، واستفاد منها، ولكنه لا يتقَّيد بها. وانّى له التقيُّد بها، وهو الذي كشفها لنا، وحدّد معالمها وأمرنا باتّباعها للوصول إلى الحقائق. وهكذا تجد العقل البشري لم يتقيد بمنهج أرسطو في المنطق، بل ابتدع عشرات المناهج الأخرى، كالمناهج الرياضية المتطورة، والمناهج التجريبية المختلفة [1].

كما أنّ الأذكياء من الناس قد يتجاوزون كل المناهج، ويتركون المجال لعقولهم أنْ


[1] - قد أوضحنا في كتاب: (المنطق الإسلامي: أصوله ومناهجه) العديد من المناهج القديمة والحديثة في المنطق.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 11
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست