responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68

الكامل، والأقل من ينفقه كما يريد له اللّه، وإنّما هم عباد الرحمن حقًّا، فترى إنفاقهم ليس بدافع الترف والشهوة، أو الرياء والسمعة، وإنما بدافع الإيمان والعقل والإرادة، ولذلك تراهم لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا. فبين هذا وذاك ينفقون وباعتدال ما يقيمون به حياتهم وحياة الآخرين.

وهكذا يروي العياشي، يقول: «اسْتَأْذَنْتُ الرِّضَا (ع) فِي النَّفَقَةِ عَلَى الْعِيَالِ.

فَقَالَ (ع):

بَيْنَ الْمَكْرُوهَيْنِ؟.

قُلْتُ: لَا أَعْرِفُ الْمَكْرُوهَيْنِ.

قَالَ (ع): إِنَّ اللَّه كَرِهَ الْإِسْرَافَ، وَكَرِهَ الْإِقْتَارَ، فَقَالَ: وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَوامًا» [1].

وضرب الإمام الصادق (ع) مثلًا لذلك «فَأَخَذَ قَبْضَةً مِنْ حَصًى وقَبَضَهَا بِيَدِهِ، فَقَالَ (ع): هَذَا الْإِقْتَارُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.

ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى فَأَرْخَى كَفَّهُ كُلَّهَا، ثُمَّ قَالَ (ع): هَذَا الْإِسْرَافُ.

ثُمَّ أَخَذَ قَبْضَةً أُخْرَى فَأَرْخَى بَعْضَهَا، وَأَمْسَكَ بَعْضَهَا، وَقَالَ (ع): هَذَا الْقَوَامُ» [2].

وتربط رواية ثالثة بين الإنفاق ومستوى المعيشة في المجتمع، بينما نجد رواية رابعة تجعل الإنفاق في سبيل قوام البدن وفيما يصح البدن ليس إسرافاً مهما كان.

وتأمر نصوص أخرى بضرورة التوسعة على العيال. ونفهم من مجموع النصوص أنّ الاقتصاد في المعيشة يرتبط بمجموعة عوامل يحددها الشرع والعقل والعرف.


[1] وسائل الشيعة، ج 21، ص 556 ..

[2] الكافي، ج 4، ص 54..

اسم الکتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست