responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 119

تمهيد

تعريف

الخُمس؛ على ما عرّفه طائفة هو: «حق مالي للَّه في أموال عباده». والأصحّ القول: إنّه مقدار من المال مملوك للَّه ملكاً اعتباريًّا كما هو مملوك له ملكاً حقيقيًّا، جُعِل لكي تُسدّ به حاجات الفقراء من السادة، ويُستعان به للأمور الدينية، وليكون فوق هذا كله كرامةً لأبناء النبي (ص) الذين يكون بإكرامهم إكرام النبي ومبادئه وتعاليمه، حيث إن الفرد إذا أُكرِم لحساب رجل آخر فلا بد أن يعتبر كرامة ذلك الرجل كرامةً لنفسه، وتعظيمه تعظيماً لها، فيُكنُّ له احتراماً، ويسعى لإجلال ذلك الفرد الذي أُكرِم له. وبإجلاله واحترامه تكثر مبادئه وتعاليمه عظمةً وقيمةً. ولذلك فإن الخُمس يجعل من السادة أبناء الرسول طائفةً مؤمنةً مُتَّقية طيّبة، تدافع عن النبي (ص) الذي أُكرِموا له، وعن مبادئه وتعاليمه. هذا من جهة من يُكرم.

وأما من جهة المُكْرِمين- أي سائر الناس- فإن الإنسان إذا كانت بينه وبين شيء أو شخص صلة ما، فلا بدّ أن يدافع عن ذلك الشيء أو ذلك الشخص، لأنه يعتبره من نفسه ونفسه منه. والكرامة التي يُكرم الناس بها النبي (ص) بإكرام أبنائه وذريّته، سوف تكون صلة وديَّة بينهم وبين النبي، حيث يكون تبادلًا في الاحترام، فالنبي (ص) كان قد أحبهم فجاء إليهم بكلّ خير، وهم الآن يحبونه فيكرمونه جزاءً وِفاقاً. ولهذه الأمور آثار نفسية تنعكس على الفرد دون أن يشعر أو يعي بها.

وبهذا كلّه تتضّح فلسفة تأكيد أخبار الباب على أنّ الخُمس كرامة للسادة وتعويض

اسم الکتاب : الفقه الإسلامي دراسة استدلالية في فقه الخمس و أحكام الإنفاق و الإحسان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 119
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست