responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 405

وإذا كانت الظروف السياسية المعاصرة لآل الرسول لا تسمح للمسلمين البوح بحبهم، فلماذا اليوم وقد انحسرت تلك الظروف لا يبوحون بحب آل الرسول، ولايعلّمون أبناءهم فضائل الآل، علماً بأن كبار علماء المسلمين من كل الطوائف أكدوا في مؤلفاتهم على ضرورة حب آل البيت، بل جعلوه من ركائز الدين الحنيف؟.

إننا ندعو الفريق الداعي إلى الاندماج بين الطوائف إلى الاهتمام بالخصائص الشرعية والعامة للشيعة ومحاولة إبلاغ الآخرين بها، والله المستعان.

دور الخمس في الكيان الديني:

ومن خلال دراسة تاريخ الكيان الديني للطائفة خلال القرون الأربعة عشر الماضية، نزداد قناعة بحكمة تشريع الخمس لأنّه أدى دوراً أساسياً في بناء الكيان الديني حتى أصبح أساس هذا الكيان الثابت، والذي من دونه كان الكيان مهدداً بالتزلزل.

فالحوزات الدينية التي تبقى مشعل الهدى، ورمز الاستقلال، وخندق الدفاع عن القيم الإلهية، هذه الحوزات إنّما قامت بنظام الحقوق الشرعية.

صحيح أن أساس استقلال العلماء، وأساس قوة الكيان الديني عند الطائفة، إنّما هو روح الشهادة التي ورثها علماؤنا من أهل البيت عليهم السلام الذين قالوا: (أَنَّ الْقَتْلَ لَنَا عَادَةٌ وَكَرَامَتَنَا الشَّهَادَةُ) [1]، فلذلك فإنّ إرهاب الطغاة لم يؤثر فيهم، بل كانوا أبداً تواقين للّحاق بركب الشهداء من أسلافهم، والدليل على ذلك قائمة الشهداء من كبار العلماء، منذ العصر الأول وحتى اليوم. صحيح ذلك، إلا أن الاستقلال المالي كان قائماً على الخمس. فالعلماء إنّما وفقوا لتحدي أرهاب الطغاة، بدمائهم واستعدادهم للشهادة في سبيل الله سبحانه، ووفقوا لتحدي إغراء المترفين، بالخمس.

وعلى الذين يبذلون الخمس أن يعلموا أن هذا البذل ثمن بقاء راية أهل البيت عليهم السلام عالية خفاقة، وثمن بقاء الحوزات الدينية بما فيها من فوائد لا تحصى، بل وثمن استقلال الباذلين للخمس أنفسهم وثمن عزتهم ورفعة شأنهم.

كما أن على الذين يقصّرون في بذل الخمس أن يعلموا أن ما يرتكبونه ليس فقط ذنب منع حقوق الله وحق السادة من آل الرسول عليهم السلام، بل وأيضاً التهاون بالقيم التي يؤمنون بها، وأنهم يساهمون- من حيث يدرون أو لا يدرون- في طمس معالم الدين وانتشار الفساد في الأمة.


[1] بحار الأنوار، ج 45، ص 118.

اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 405
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست