responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 404

لأن المعادن والكنوز والغوص وأموال التجارة وهي جميعاً من موارد فريضة الخمس لم تكن شائعة، أو لم ير النبي صلى الله عليه واله ضرورة لفرضها لأن أمر الخمس يعود إليه شخصياً فربما أجلها موقتاً. وهكذا فعل الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لذات الحكمة. أما سائر الأئمة من بعده فلعل الظروف السياسية القاسية التي عاشوها كانت تمنعهم من جباية الخمس لأن الجباية كانت من أبرز وظائف السلطان، ومَنْ نازعه فيها كان يعتبر خارجاً عن القانون متمرداً، وكانت تهمة جباية الأموال تلصق بالمعارضين مثل تهمة جمع السلاح، فيقولون فلان يجمع السلاح، ويجبي الأموال فهو- إذاً- يستعد للخروج على السلطان.

ولكن بعد الانفراج النسبي الذي ساد في عصر العباسيين كانت الظروف تسمح للأئمّة عليهم السلام بجباية الخمس وبصورة شبه سريّة.

ومن هنا توالت أحاديث عن النبي صلى الله عليه واله والإمام أمير المؤمنين عليه السلام حول تحليل الخمس للشيعة فلولا وجوبه لما كان لتحليله معنى. وإنّما حللوه للظروف القاسية التي كانت تمر على الشيعة، فأباحوا الخمس لتزكوا أموالهم وتطهر أنسابهم. وهكذا حمل الفقهاء رضي الله عنهم نصوص الإباحة على التحليل المؤقت. لأن أمر الخمس بأيديهم.

ثانياً: أن السيرة جرت في الخمس كما جرت في كثير من الواجبات الشرعية، على جبايته من الشيعة، وعلى تشكيل جهاز مالي للقيادات الدينية ابتداءً من آخر عصر حضور الأئمة المعصومين عليهم السلام

وحتى اليوم، بما لا يدع مجالًا للشك في وجوبه وفي التزام الشيعة به، بل في اعتباره من خصائصهم عبر التأريخ فكيف يشك فيه؟.

وإن الظن قوي بأنّ من يشكك في الخمس هو الفريق الذي يشكك في كثير من مميزات الطائفة. ويحاول جهده تبهيت صبغة الطائفة وجعل الطائفة تندمج مع سائر الطوائف حتى لو كان على حساب التنازل عن كثير من مميزاتها وخصائصها. ولا يفكر في أن المطلوب هو العكس فما دامت خصائص الشيعة مفيدة وشرعية فلماذا لا نحاول تعميمها على سائر الطوائف، مثلًا لماذا لا نثير التساؤل عند أبناء الطوائف حول آية الخمس وكيف لا يعمل بها، وهي توافر موارد ثابته وكبيرة للدعاة والعاملين والمشاريع الدينية؟.

وهكذا لماذا لا نثير التساؤل عند أبناء الطوائف وبالذات المستنيرين منهم حول مركزية أهل البيت عليهم السلام في النظام العقائدي والثقافي والتربوي للأمة، ولماذا ضاعت هذه المركزية؟. ولماذا لا يهتم الكثير منهم بفضائل آل الرسول، وحتى عند الصلاة على النبي صلى الله عليه واله يحذفون الآل، ويجعلون الصلاة بتراء؟.

اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 404
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست