responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 20

وأمّا عن اجتناب قذارة الجسد فقد أمر الدين بذلك حين قال ربنا سبحانه: وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ [1].

وأمَّا طهارة البيئة فقد أمر الله بها فقال سبحانه: وَلا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا [2].

وحرّم الخبائث التي تعني القاذورات باختلاف أنواعها كما تشمل ما يضر بالإنسان، فقال سبحانه: وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ .. [3].

وفرض اجتناب النجس فقال سبحانه: إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا [4].

واعتبر اجتناب الرجس حالة فطرية عند البشر، فبيّن أن الرجس المعنوي كما الرجس المادي يقتضي الاجتناب، فقال سبحانه: إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ [5].

وهكذا نستفيد أمرين:

أولًا: إنّ الهدف الأسمى من فرض التطهُّر واجتناب الخبائث، وبالتالي من بيان الأحكام الشرعية التي سوف نستعرضها فيما يلي هو: العودة إلى الله وإلى تلك الفطرة النقية التي خلق الله الإنسان عليها. وعلينا تحقيق هذا الهدف من خلال تطبيق الأحكام الشرعية السامية التي أمر الدين باتباعها.

ثانياً: على المسلم السعي نحو الطهر والنظافة بكل وسيلة ممكنة حسب المستطاع تنفيذاً لعمومات النصوص السابقة التي استعرضناها، بلى إن ذلك لا يرقى إلى مستوى الإلزام إلّا بدليل قاطع، والأمثلة التالية تهدينا إلى ذلك:

ألف: لو احتوى طعام أو شراب على سم نقيع أو فيروس قاتل وجب الاجتناب عنه تحصيلًا للطهر، واجتناباً للنجس، وتطبيقاً للنصوص التي تنفي الضرر، ومحافظة على الحياة المحترمة.


[1] سورة المدثّر، آية: 4- 5.

[2] سورة الأعراف، آية: 56 و 85.

[3] سورة الأعراف، آية: 157.

[4] سورة التوبة، آية: 28.

[5] سورة المائدة، آية: 90.

اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 20
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست