responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 19

تمهيد

فكِّر في نفسك ثم انظر إلى ما حولك من الطبيعة، ماذا ترى؟ أفلا تجد كل شيء- في مملكة ذاتك كما في آفاق العالم قد نُظّم تنظيماً حسناً؟ فابتداءً من الذرة المتناهية في الضآلة وانتهاءً بالمجرَّة التي تحتوي على ملايين الشموس، لا تجد شيئاً من خلق الله إلّا وقد قدّر الله له سنّة حكيمة.

تلك السنن هي الفطرة الإلهية، والانحراف عنها فساد، والعودة إليها صلاح .. والطهر تعبير عن فطرة الله في الإنسان، فكل ما نفع الإنسان وصلح له فهو طهارة ونقاء. وكل ما أضرّ به وأفسده فهو قذر ..

صفة الصدق تنفع الإنسان وتصلحه، فهي طهارة القلب، وكذلك العطاء والإيثار .. بينما الكذب خلاف فطرة الإنسان، وانحراف عن سنّة الله، فهو رين القلب، وكذلك الخيانة والاستئثار.

والخبائث (البول والغائط والمني) تضر بالإنسان ولم تدفعها الطبيعة خارج الجسد إلّا لفسادها. فهي قذارة، بينما التخلص منها طهر ونقاء وهكذا ..

ولقد أمر الله عباده بالطهارة فيما يتصل بالروح والجسد والبيئة، وهكذا شرع الدين اجتناب القذر والاهتمام بالتطهر. قال ربنا سبحانه: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [1].

فإذا طهرت النفس من الشرك والشك والعصبيات وسائر الرذائل .. عادت إلى فطرة الله الأولى.


[1] سورة الشمس، آية: 7- 9.

اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست