responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 164

ولذلك فإنَّ الصلاة أول ما ينظر من عمل العبد، فقد روي عن علي عليه السلام قول رسول الله صلى الله عليه واله:

(إِنَّ عَمُودَ الدِّينِ الصَّلَاةُ، وَهِيَ أَوَّلُ مَا يُنْظَرُ فِيهِ مِنْ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ، فَإِنْ صَحَّتْ نُظِرَ فِي عَمَلِهِ، وَإِنْ لَمْ تَصِحَّ لَمْ يُنْظَرْ فِي بَقِيَّةِ عَمَلِهِ) [1].

وهي إطار ذكر الله الذي هو أكبر، ولغة الخطاب المباشر بينه وبين الله، وهي- بكلمة- عمود الدين، ومحور أحكامه، ولحظة الشهادة بالحق، وشعار القيام بالقسط.

قال أبو جعفر عليه السلام:

(الصَّلَاةُ عَمُودُ الدِّينِ، مَثَلُهَا كَمَثَلِ عَمُودِ الْفُسْطَاطِ، إِذَا ثَبَتَ الْعَمُودُ ثَبَتَ الْأَوْتَادُ وَالْأَطْنَابُ وَإِذَا مَالَ الْعَمُودُ وَانْكَسَرَ لَمْ يَثْبُتْ وَتِدٌ وَلَا طُنُبٌ) [2].

وإقامة الصلاة رمز مدنية الإيمان، حيث قال ربنا سبحانه: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ [3].

وهكذا يبشر الله المؤمنين لصلاتهم وعبادتهم فقد رُوِيَ عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

(لِلْمُصَلِّي ثَلَاثُ خِصَالٍ: إِذَا قَامَ فِي صَلَاتِهِ يَتَنَاثَرُ الْبِرُّ عَلَيْهِ مِنْ أَعْنَانِ السَّمَاءِ إِلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ، وَتَحُفُّ بِهِ المَلَائِكَةُ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ إِلَى أَعْنَانِ السَّمَاءِ، وَمَلَكٌ يُنَادِي أَيُّهَا المُصَلِّي لَوْ تَعْلَمُ مَنْ تُنَاجِي مَا انْفَتَلْتَ) [4].

علامة الإيمان:

والصلاة علامة الإيمان وزاد المؤمن ليوم المعاد، لنستمع إلى الباري عز وجل وهو يخاطب رسوله: قُلْ لِعِبَادِي الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ [5].

وهكذا رُوِيَ عن الإمام الصادق عليه السلام:

(يُؤْتَى بِشَيْخٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابُهُ ظَاهِرُهُ مِمَّا يَلِي النَّاسَ لَا يَرَى إِلَّا مَسَاوِئَ فَيَطُولُ ذَلِكَ عَلَيْهِ فَيَقُولُ: يَا رَبِّ أَ تَأْمُرُ بِي إِلَى النَّارِ؟. فَيَقُولُ الْجَبَّارُ جَلَّ جَلَالُهُ: يَا شَيْخُ أَنَا أَسْتَحْيِي أَنْ أُعَذِّبَكَ وَقَدْ كُنْتَ تُصَلِّي لِي فِي دَارِ الدُّنْيَا اذْهَبُوا بِعَبْدِي إِلَى الْجَنَّةِ) [6].


[1] وسائل الشيعة، ج 4، ص 34.

[2] وسائل الشيعة، ج 4، ص 27.

[3] سورة يونس، آية: 87.

[4] وسائل الشيعة، ج 4، ص 34.

[5] سورة إبراهيم، آية: 31.

[6] وسائل الشيعة، ج 4، ص 40.

اسم الکتاب : الفقه الاسلامي(الرسالة العملية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 164
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست