responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 22

2- ولأن التقوى حسنة كبيرة، فإنها تشفع عند الله في الاخطاء الجانبية. وإلى جانب التكفير عن السيئات هناك ثمرة عظيمة أخرى للتقوى تتمثل في المزيد من الجزاء والثواب، حيث يعظم الله للمتقين أجرا.

المطلَّقة وحق السكن

13- ولكي لا يظلم المرء زوجته التي عافتها نفسه، ومشى الشيطان بينهما بألف عقدة وعقدة، يأمر القرآن بان يختار لها زوجها سكنا مناسبا لوضعهما الاجتماعي، حيث يقول سبحانه:

(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ)

والوُجْد: ما يجده الانسان ويقدر عليه، وفي كتب اللغة: انا واجد للشيء أي قادر عليه. والآية تحدثنا بالإضافة إلى واجب إسكان الزوجة، عن نوع السكن أيضاً، وأنّ الواجب على الرجل ليس السكنى فحسب، بل إسكان زوجته في العدة بالذات كما يسكن هو، فلا يصح أن يسكن هو في المكان المكيف صيفا وتشاء- مثلًا- ويُسكنها فيما دون ذلك.

ويحرم الاسلام أن يضر الرجل بزوجته أثناء العدة ليضطرها للتنازل عن النفقة او الخروج من بيته قبل انتهاء العدة باستخدام الضغوط المختلفة المادية او المعنوية (نفسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية أو ما اشبه) مما يحقق نفس الغرض، بل لابد أن تجد الزوجة الراحة والسعة من جميع جوانبها قدر الامكان، يقول ربنا سبحانه:

(وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَ)

و لعل ابلغ ضرر تناله المرأة المطلَّقة من زوجها هو جراحات اللسان، قال الامام الصادق عليه السلام:

(لا يضار الرجل امرأته اذا طلقها فيضيق عليها حتى تنتقل قبل ان تنقضي عدتها فان الله قد نهى عن ذلك) [1]

وواضح إن وجوب الإسكان والنفقة في فترة العدة إنما هو بالنسبة للمطلَّقة غير البائن،


[1] نور الثقلين، ج 5، ص 362.

اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست