responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 19

وقال عليه السلام:

(إن الله عزوجل جعل أرزاق المؤمنين من حيث لا يحتسبون، وذلك ان العبد اذا لم يعرف وجه رزقه كثر دعاؤه.) [1]

وقال- في حديث آخر يفسر هذه الكلمة-:

(يبارك له فيما آتاه). [2]

والايمان بهذه الحقيقة يقشع عن عقل الانسان وروحه سحب اليأس ويفك أغلاله، ويدعوه إلى المزيد من البحث والسعي طلبا لتلك الآفاق.

وما دام ربنا يرزقنا من حيث لا نحتسب فبالاولى أن ياتينا رزقه من حيث نتوقع حيث نعمل ونسعى ونتبع سبله.

نعم للتوكل .. لا للخمول..

11- ولا ريب إن الآية لا تدعونا الى الكسل والجلوس في البيت على أمل نزول رزق الله بالمعجزة، كلا .. بل ينبغي النظر لمعناها والتدبر فيها ضمن الاصول العامة التي جاء بها الاسلام والموجودة في الآيات الاخرى، كأصل السعي والعمل والكدح، بل الآية نفسها تشير الى ذلك في الخاتمة وتدعو إلى نفض غبار اليأس والقنوط، والانبعاث بروح الأمل والتوكل. كذلك الآية تواجه الوسوسة الشيطانية التي تجعل البعض يزعم أن الرزق لا يتأتى الا عبر الحرام، بينما لو توكلنا على الله فسوف نجده عند حسن ظننا به:)

وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ

(أي هو الذي يكفيه، ولا ينبغي للمؤمن أبداً أن يشك في قدرة الله على تحقيق ما يعد به، مهما كانت الظروف صعبة ومعاكسة كما يبدو للانسان، فان إرادته تعالى فوق كل شيء، حيث

(إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ)

بلى، نحن البشر تثنينا الاسباب، وتحول بيننا وبين ما نريد العقبات والموانع، لان ارادتنا محدودة. اما الله فان ارادته مطلقة، ولكنه تعالى أبى أن يجري الامور الا بحكمة وموازين:)

قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (


[1] نور الثقلين، ج 5، ص 354.

[2] المصدر، ص 357.

اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست