responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38

ثُمَّ اللَّهَ اللَّهَ فِي الطَّبَقَةِ السُّفْلَى مِنَ الَّذِينَ لا حِيلَةَ لَهُمْ، مِنَ الْمَسَاكِينِ وَ الْمُحْتَاجِينَ وَ أَهْلِ الْبُؤْسَى [1] وَ الزَّمْنَى [2]، فَإِنَّ فِي هَذِهِ الطَّبَقَةِ قَانِعاً [3] وَ مُعْتَرّاً [4]، وَ احْفَظِ لِلَّهِ مَا اسْتَحْفَظَكَ [5] مِنْ حَقِّهِ فِيهِمْ، وَ اجْعَلْ لَهُمْ قِسْماً مِنْ بَيْتِ مَالِكِ، وَ قِسْماً مِنْ غَلّاتِ [6] صَوَافِي [7] الإِسْلامِ فِي كُلِّ بَلَدٍ، فَإِنَّ لِلأقْصَى مِنْهُمْ مِثْلَ الَّذِي لِلأدْنَى، وَ كُلٌّ قَدِ اسْتُرْعِيتَ حَقَّهُ؛ وَ لا يَشْغَلَنَّكَ عَنْهُمْ بَطَرٌ [8]، فَإِنَّكَ لا تُعْذَرُ بِتَضْيِيعِكَ التَّافِهَ [9] لِإِحْكَامِكَ الْكَثِيرَ الْمُهِمَّ.

فَلا تُشْخِصْ هَمَّكَ [10] عَنْهُمْ، وَ لا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لَهُمْ [11]، وَ تَفَقَّدْ أُمُورَ مَنْ لا يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْهُمْ مِمَّنْ تَقْتَحِمُهُ الْعُيُونُ [12]، وَ تَحْقِرُهُ الرِّجَالُ؛ فَفَرِّغْ لِأُولَئِكَ ثِقَتَكَ [13] مِنْ أَهْلِ الْخَشْيَةِ وَ

التَّوَاضُعِ، فَلْيَرْفَعْ إِلَيْكَ أُمُورَهُمْ، ثُمَّ اعْمَلْ فِيهِمْ بِالإِعْذَارِ إِلَى اللَّهِ [14] يَوْمَ تَلْقَاهُ، فَإِنَّ هَؤُلاءِ مِنْ بَيْنِ الرَّعِيَّةِ أَحْوَجُ إِلَى الإِنْصَافِ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَ كُلٌّ فَأَعْذِرْ إِلَى اللَّهِ فِي تَأْدِيَةِ حَقِّهِ إِلَيْهِ.


[1] - البؤسى- بضم أوله-: شدة الفقر.

[2] - الزَمْنَى بفتح الزاي-: جمع زمين وهو المصاب بالزَمانة، أي العاهة، يريد أرباب العاهات المانعة لهم عن الاكتساب.

[3] - القانع: السائل.

[4] - المُعْترّ- بتشديد الراء-: المتعرض للعطاء بلا سؤال.

[5] - اسْتَحْفَظَك: طلب منك حفظه.

[6] - غَلّات: ثمرات.

[7] - صوافي الاسلام: جمع صافية، وهي أرض الغنيمة.

[8] - بَطَر: طغيان بالنعمة.

[9] - التافه: الحقير.

[10] - لا تُشْخص همك: أي لا تصرف اهتمامك عن ملاحظة شؤونهم.

[11] - صعّر خدّه: أماله إعجاباً وكبراً.

[12] - تقتحمه العين: تكره أن تنظر اليه احتقاراً وازدراءً.

[13] - فَرِّغ لاولئك ثقتك: أي اجعل للبحث عنهم أشخاصاً يتفرغون لمعرفة أحوالهم يكونون ممن تثق بهم.

[14] - بالاعذار إلى الله تعالى: أي بما يقدم لك عذراً عنده.

اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(فقه الدستور و احكام الدولة الإسلامية) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست