وكان شرط قبول الصدقة والانفاق في سبيل الله أن يكون خالصاً لوجهه
حيث قال الله سبحانه إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا
نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُوراً (الانسان/ 9).
ولأن الصدقة لله. والعطاء الحق انما هو ما يكون خالصاً لوجهه الكريم.
حيث قال سبحانه لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ
يَهْدِي مَن يَشَآءُ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَانْفُسِكُمْ وَمَا
تُنْفِقُونَ الَّا ابْتِغَآءَ وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ
يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (البقرة/
272).
لذلك فإن مورد الانفاق عند المؤمن يتميز كلياً عن موارد إنفاق
المرائين، فإذا انفق المرائي لمن يرجو منه جزاءً وشكوراً. أويرجو منه تذللًا
وخضوعاً. فإن المؤمن ينفق للفقراء الذين يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، حيث يقول
سبحانه لِلْفُقَرَآءِ الَّذِينَ احْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللّهِ لا
يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ
التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لا يَسْالُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا
تُنْفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (البقرة/
273).
وبقدر ما إمتدح القرآن الكريم المنفقين ذم البخلاء، الذين يمنعون عن
المحتاجين الماعون، قال سبحانه